السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشكلتي هي في عملي فأنا لا أعمل إلا إذا كان لي المزاج للعمل، ولهذا السبب أشعر أني مقصرة كثيرا وغير مرتاحة، وهذا يسبب تراكم العمل.. مع العلم أن ودائما تعذرني قبل أن أقدّم أي عذر، وتقول أعرف أن العمل لديكِ كثير، فأنا أجد نفسي أحيانا أعمل باجتهاد، ولكن إذا وصل العمل لحد معين لا أعمل، بل أتوقف تماما وأنظر للملفات باستياء، وأشعر أني لا أستطيع أن أعمل أكثر، وشكرا لكم.
rain.drops
أولا يجب علينا أن نضع الأمور في حجمها الطبيعي دون مبالغة وتهويل لا يعبران عن حقيقة الوضع، أو حتى تتفيه وتهميش يقللان من أهمية اتخاذ خطوة جدية لعلاج هذه المشكلة، فلا تنزعجي لهذه الدرجة وتجعلي تأنيب الضمير يأخذك لدرجة الإحباط، بل يجب عليك أن تجعليه يأخذك إلى الحماسة نحو اتخاذ خطوة مضادة كالتالي.. - من الواضح أن مشكلتك مع عملك هي مشكلة نفسية وليست مشكلة جسدية أو ذهنية، بمعنى أنك بالتأكيد لديكِ القدرة على مواصلة العمل بصورة أطول من الصورة الحالية، ولكن هناك مجموعة من العوامل النفسية التي تؤثر عليكِ، وبالتالي لا بد أن يزول السبب حتى تزول العلة، وأهم هذه العلل هي عدم تنظيم المكتب بصفة دورية، مما يجعل ملفات وأوراقا لا أهمية لها على الإطلاق تتناثر على المكتب، وتعطيكِ شعورا بأن ما أمامك من أعمال مطلوب إنجازها لا حصر لها، وبالتالي يبدأ الهم في محاصرتك، ثم يكون الحل السهل بالهروب، والهروب يكون مقنّعا في صورة اكتفاء بما تم إنجازه اليوم مع تأجيل البقية لليوم التالي، وعليه تنظيم المكتب يريح نفسية الموظف ويساعده على استمرار العمل لفترة أطول. - المشكلة الثانية التي تسبب لك في هذا العرَض الذي يؤرقك هو عدم وجود جدول يومي تقومين فيه بتدوين المهام الواجب عليك إنجازها، مع عدم مبارحة مكان العمل قبل إنجاز هذه الأعمال، مما سيكون له دور مهم في تقليل تراكم الملفات، ولتكافئي نفسك إذا حققتِ الأهداف المطلوبة منك في هذا اليوم من خلال خروجة مع أحد زملاء العمل عقب انتهاء ساعات العمل، وإن لم يتيسر ذلك فيكفي الإحساس النفسي الرائع الذي ستشعرين به حينها. - ثالثا إذا كان يتيسر لك في مكان عملك تناول مشروبات أثناء تأدية المهام الوظيفية فعليك بفعل ذلك؛ حتى يخفف هذا من توتر العمل ويضفي طابعا أكثر ترفيهية على العمل، ويخفف من جديته التي ربما تثير نفورك أحيانا. - تذكري جيدا أنكِ تعملين بينما الله يراقبك، فلترضيه سرا كي يرضيكِ جهرا، ويرضي عنك جميع عباده، ولا مانع أيضا من تذكّر حديث سيد الخلق: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". - تذكري أيضا كيف سيكون شعور هذه السيدة الطيبة التي تحبك وتقدّرك دائما إذا شعرت -ولو بالخطأ- أنكِ تخدعينها أو أنكِ لا تنجزين عملك كما يجب أن يكون، بالتأكيد سيكون إحساسا مؤلما لإنسانة حساسة مثلك، هذا تخمين منبعه شعور تأنيب الضمير الذي ينتابك. وفّقك الله إلى ما يحبه ويرضاه.