د ب أ كثّفت السلطات الأمنية من إجراءاتها ورفعت حالة الاستنفار الأمني في سيناء بعد ورود معلومات عن احتمال وقوع هجمات مسلحة أو تفجيرات تنفذها جماعات متشددة خلال مناسبة عيد الأضحى؛ بحسب مصادر أمنية. وقال مصدر أمني إن "هناك إجراءات أمنية مصرية وإسرائيلية على الحدود المشتركة بين مصر وإسرائيل في سيناء؛ وذلك خشية تعرض الحدود لعمليات تسلل واقتحام من الجماعات المتشددة، وخاصة أنها دائما ما تقوم بتلك العمليات خلال فترات الأعياد والمناسبات". وأضاف: "تلقّت الأجهزة الأمنية المصرية معلومات عن احتمال قيام العناصر المتشددة بتنفيذ عمليات تسلل واستهداف مقار أمنية مصرية ونقاط أمنية ثابتة ومتحركة خلال عيد الأضحى، وكذلك محاولات القيام بعمليات في داخل إسرائيل عبر الأراضي المصرية من سيناء". وأضاف المصدر أن هناك تنسيقا أمنيا بين مصر وإسرائيل؛ لضبط الحدود المشتركة في سيناء، وكذلك هناك إجراءات أمنية مصرية على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة؛ خشية تسلل أي عناصر غير مرغوب فيها من الأنفاق المنتشرة على طول الحدود مع غزة. وتحمل الأعياد والمناسبات في سيناء بعض المفاجآت والأحداث الأمنية من عمليات هجوم أو تسلل أو تفجيرات من جانب الجماعات المتشددة سواء ضد الأهداف الإسرائيلية أو المقار الأمنية المصرية، كما حدث في أول أكتوبر عام 2004 وخلال احتفالات مصر بذكرى انتصارات حرب أكتوبر وقع تفجير هائل في منطقة طابا أدى إلى تدمير فندق هيلتون طابا، الذي عادة ما ينزل فيه السياح الإسرائيليون، وقتل فيه 34 شخصًا من المصريين والإسرائيليين. وفي العام الذي يليه، وتحديدا في 23 يوليو عام 2005، وقعت سلسلة من الهجمات المتزامنة، وقتل فيها 88 شخصا، معظمهم من المصريين، وهو التفجير الذي تزامن مع احتفال مصر بعيدها القومي وبثورة 23 يوليو. وكذلك حدثت تفجيرات طابا وشرم الشيخ ودهب في جنوبسيناء وعمليات اقتحام وهجوم على نقاط أمنية في إسرائيل ومصر كان آخرها في الخامس من أغسطس الماضي خلال شهر رمضان، حيث قامت مجموعة مسلحة بالهجوم على نقطة أمنية للجيش المصري في رفح أثناء تجهيزهم مائدة إفطار لشهر رمضان، مما أدى إلى مقتل 16 جنديا وضابطا مصريا. وقالت مصادر أمنية إن: "هناك إجراءات أمنية مصرية وإسرائيلية مكثفة على طول الحدود المصرية في شبه جزيرة سيناء وعلى جميع مداخل ومخارج سيناء، وخاصة في نفق الشهيد أحمد حمدي المؤدي إلى جنوبسيناء والمدن السياحية في شرم الشيخ ودهب ونوبيع التي تشهد إقبالا كبيرا من السياح، وخاصة السياحة الداخلية في عيد الأضحى. وحسب المصادر فإن هناك إجراءات أمنية مكثفة عند مدخل ومخرج كوبري السلام فوق قناة السويس المؤدي إلى شمال ووسط سيناء، وإلى مناطق الحدود الشرقية في رفح والشيخ زويد؛ حيث الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المصرية مع غزة. بينما ذكر شهود عيان أن الإجراءات الأمنية المصرية تشمل عمليات تفتيش دقيق وذاتي للأشخاص والأمتعة، وهناك نقاط أمنية متحركة وثابتة بها قوات كبيرة من الجيش تعمل على توقيف السيارات وتفتيشها. وأفاد شهود عيان من المناطق الحدودية في سيناء بأنهم شاهدوا عربات جيب إسرائيلية هامر بصحبتها الكلاب البوليسية المدربة وهي تمشط الحدود مع مصر، وكذلك هناك زيادة ملحوظة في قوات الجيش الإسرائيلي. وحسب الشهود، أطلقت قوات حرس الحدود الإسرائيلية قنابل ضوئية على عدة مرات أضاءت سماء الحدود المصرية الإسرائيلية؛ للحيلولة دون تسلل أي عناصر متشددة إلى داخل إسرائيل من سيناء، وخاصة المناطق التي تشهد بناء وتشييد الجدار العازل الإسرائيلي بين مصر وإسرائيل؛ خشية تعرض تلك المناطق لعمليات هجومية من الجماعات المتشددة في سيناء. وأضاف الشهود أن هناك تعزيزات مماثلة من الجيش المصري على طول الحدود المصرية في سيناء، سواء مع إسرائيل وغزة وأن هناك حالة من الاستنفار الأمني عكس الأيام العادية من السنة.