أ ش أ أعلن ميت رومني -مرشح الحزب الجمهوري الأمريكي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة- أنه سيدعم أصدقاء الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الأوسط. وقال رومني في خطاب له اليوم (الإثنين) بشأن خططه فيما يتعلق بالسياسة الخارجية: "سأؤيد أصدقاؤنا عبر أنحاء الشرق الأوسط الذين يشتركون معنا في القيم، ولكنهم يحتاجون للمساعدة للدفاع عن أنفسهم وسيادتهم ضد أعداؤنا المشتركين". وتحدث رومني عن علاقته المستقبلية بمصر في حال فوزه بالرئاسة الأمريكية قال: "سأستغل نفوذي -بما في ذلك وضع شروط واضحة على معونتنا- لحث الحكومة المصرية الجديدة على أن تمثل كافة المصريين ولكي تعمل من أجل بناء مؤسسات ديمقراطية". وأضاف: "يتعين علينا أيضا إقناع أصدقائنا وحلفائنا بوضع شروط مماثلة على معوناتهم". وأتبع: "سأحث هذه الحكومة أيضا على الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل". ثم انتقل رومني إلى الحديث عن ليبيا: "سأدعم جهود الشعب الليبي لتشكيل حكومة دائمة تمثل جميع الليبيين وسأسعى بجدية من أجل مطاردة الإرهابيين الذين هاجموا قنصليتنا في بنغازي وقتلوا أمريكيين". كما رجح رومني أن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي كان من عمل نفس الجهات التي هاجمت الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر 2001، مشيرا إلى أنه لا يمكن إلقاء مسئولية هذا الهجوم على شريط فيديو تسبب في إهانة الإسلام على الرغم من محاولات الإدارة الأمريكية إقناع الأمريكيين بذلك، وإقرارها في النهاية بأن هذه الهجمات كانت نتيجة أعمال متعمدة من إرهابيين يستخدمون العنف لفرض أيديولوجيتهم على الآخرين، وخاصة النساء والفتيات، وأن هؤلاء يقاتلون لفرض سيطرتهم على جزء كبير من الشرق الأوسط اليوم، كما متهما الإسلاميين بالسعي لشن حرب متواصلة على الغرب. وفيما يتعلق بالشعب السوري عبر قائلا: "سأعمل مع شركائنا من أجل تنظيم أعضاء المعارضة السورية الذين يشتركون معنا في القيم ولضمان حصولهم على الأسلحة التي يحتاجونها لهزيمة دبابات الأسد وطائراته". وأضاف: "الإيرانيون يرسلون أسلحة إلى الأسد لأنهم يعرفون أن سقوطه سيكون بمثابة هزيمة استراتيجية لهم". وأكمل: "يتعين علينا العمل مع شركائنا الدوليين من أجل مساندة كثير من السوريين الذين سيساهمون في إلحاق هزيمة بإيران، كما أنه من الضروري مواصلة التأثير على القوى السورية التي ستقود سوريا في يوم ما، خاصة وأن هذه الدولة تقع في قلب الشرق الأوسط". وأتبع: "الرئيس (أوباما) فشل أيضا في أن تكون الريادة للولايات المتحدة في معالجة الصراع بسوريا التي تعرض فيها أكثر من 30 ألف رجل وامرأة وطفل لمذابح على يد نظام الأسد خلال العشرين شهرا الماضية، وذلك في الوقت الذي تعرضت فيه حليفتنا تركيا لاعتداء، وهذا الصراع من شأنه تهديد الاستقرار في المنطقة". وفي اتجاه الدولة الفلسطينية عقب رومني: "سوف أعمل من أجل تحقيق دولة فلسطينية ديمقراطية مزدهرة تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع دولة إسرائيل". كما لم ينس رومني الحديث عن الحليفة التاريخية إسرائيل قائلا: "أؤكد مجددا على العلاقات التاريخية مع إسرائيل وإلتزامي بأمنها، فالعلاقة بين رئيس الولاياتالمتحدة وبين رئيس وزراء إسرائيل -الذي يعتبر أقرب حلفائنا في المنطقة - عانت كثيرا من التوترات، وهذا موقف خطير من شأنه أن يعيق الأمل في السلام بمنطقة الشرق الأوسط، وتشجيع خصومنا المشتركين". وأضاف: "الرئيس باراك أوباما فشل في تقديم الدعم الذي كان يحتاجه شركاؤنا عبر منطقة الشرق الأوسط الكبير على الرغم من شعور البهجة الذي تولد من جراء سقوط حكام ديكتاتوريين ووجود حاجة للعمل الشاق من أجل بناء قوات أمنية وتطوير مؤسسات ديمقراطية وتنمية الاقتصاديات هناك".
كما تحوّل رومني ناحية العراق معلّقا: "سيكون لدى أمريكا قدرة على التأثير أكثر من أجل تحقيق وضع أفضل في العراق فقد تقوضت بسبب الانسحاب المفاجيء لكامل قواتنا من هناك، وقد فشل الرئيس الأمريكي في تأمين انسحاب تدريجي كان سيساعد على تأمين مكاسبنا هناك".
وفيما يتعلق بمنطقة الخليج قال رومني: "سأعمل من أجل تعميق التعاون مع شركائنا في الخليج". ثم اتجه إلى الحديث عن إيران وعن نواياه تجاه خطواتها النووية: "سأبلغ زعماء إيران بأن الولاياتالمتحدة وأصدقائها وحلفائها ستمنعهم من الحصول على قدرات تتيح لهم إنتاج أسلحة نووية، ولن أتردد في فرض عقوبات جديدة عليها وتشديد العقوبات الحالية، وسأعيد الوجود الدائم لقوات المهام بحاملات الطائرات في كل من البحر المتوسط ومنطقة الخليج، والعمل مع إسرائيل لزيادة مساعدتنا العسكرية والتنسيق معها من أجل السلام، وسنوضح لإيران من خلال الأفعال وليس الكلمات أنه لن يتم التسامح إزاء مساعيها النووية". الثواب والعقاب في تقديم المساعدات: وأضاف رومني بخصوص المساعدات التي تقدمها أمريكا للدول: "سأنظم كافة جهود المساعدات في الشرق الأوسط الكبير بحيث تكون هناك محاسبة، وتكون المساعدات مربوطة بتحقيق نتائج". وقال "إنني سأوضح لمن يتلقون معوناتنا أنه في مقابل حصولهم على دعمنا المادي، فإنه يتعين عليهم الوفاء بالمسئوليات المتعلقة باحترام كافة حقوق مواطنيهم، بما في ذلك حقوق المرأة والأقليات، وضمان حرية وسائل الإعلام والأحزاب السياسية والمجتمع المدني وإقامة نظام قضائي مستقل والالتزام بالمعايير الدولية لحماية دبلوماسيينا وممتلكاتنا". واختتم مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية خطابه عن خططه للسياسة الخارجية بالقول: "إن القرن الحادي والعشرين يتعين أن يكون قرنا أمريكيا، ومن واجبنا توجيه مساره إلى الحرية والسلام والرخاء".