أكّد اللواء احتياط يواف جالنت -قائد المنطقة العسكرية الجنوبية السابق بالجيش الإسرائيلي- أن وضع إسرائيل في المستقبل القريب سيكون في غاية السوء؛ فهو يرى أن اليهود بعد 15 عاما لن يصبحوا الأغلبية داخل الكيان، وسيسقط بشار الأسد ويبدأ عصر حكم المذهب السني في سوريا، وسيصبح بحوزة حزب الله 50 ألف صاروخ، وسينتقل الربيع العربي إلى الأردن، وهناك فرص كبيرة لدخول إسرائيل في مواجهات عسكرية مع مصر. وقال اللواء احتياط يواف جالنت -الذي صدر مؤخرا قرار بتعيينه رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي إلا أن المحكمة العليا الإسرائيلية ألغت هذا القرار بعد التأكد من تورطه في قضية فساد تضمنت حصوله على قطعة أرض مستغلا نفوذه- إنه إذا لم تحدث مفاجأة قبل مرور 15 عاما من الآن فسيفقد الكيان الإسرائيلي الأغلبية اليهودية به، وسيصل عدد سكان إسرائيل إلى 8 ملايين يهودي مقابل 8 ملايين عربي، بالإضافة إلى بعض العمال التايلنديين والسودانيين. وفيما يتعلّق بالوضع السوري يقول جالنت: "بشار الأسد والطائفة العلوية انتهى دورهم في حكم سوريا، ومستقبل سوريا سيكون في يد الطائفة السنية". ورغم أن جالنت لا يريد أن يتكهن بوقت محدد يسقط فيه الأسد؛ فإنه يؤكّد أن بشار هو آخر رئيس علوي لسوريا، وسوف تنتقل سلطة البلاد إلى السُنة لا محالة. ويضيف المسئول الإسرائيلي أنه بما أن الأوضاع في سوريا تؤثّر تلقائيا على لبنان؛ فإنه يتوقّع بعد سقوط الأسد أن تزيد قوة كل من السنة والنصارى والدروز في لبنان على حساب حزب الله الشيعي الذي كان يستمدّ قوته من الدعم الإيراني الشيعي والسوري العلوي. ويتوقّع جالنت أن ما يجري في سوريا الآن سينتقل إلى الأردن فور سقوط الأسد، وهو ما سيُمثّل كارثة بالنسبة لإسرائيل؛ لأنه يزعم أن الأردن تعدّ بالنسبة لإسرائيل حليفا من الدرجة الأولى، ويوجد بين البلدين تعاون أمني كبير، ومصالح الأسرة الهاشمية تلتقي مع المصالح الصهيونية والمصالح الإسرائيلية، علاوة على وجود حدود تربط بينهما بطول 500 كيلومتر، وهي حدود هادئة تماما في الوقت الحالي. وأنه لا أحد يعلم ما إذا كان النظام الأردني سيتمكّن من الصمود في وجه موجة الربيع العربي إذا حلت بالبلاد أم لا، وأشار إلى أنه إذا نظرت إسرائيل شرقا فستجد أنه يوجد بعد عمان كل من بغداد وطهران ولا يوجد في المنتصف أي صديق حقيقي على مسافة تقرب من ألف متر وهذا شيء مقلق ومزعج. وبعد ذلك تطرّق قائد المنطقة العسكرية الإسرائيلية السابق إلى الثورة المصرية؛ حيث يرى أن مصر التي يرغب معظم سكانها في أن تختفي إسرائيل من على الخريطة، شهدت تطورا دراماتيكيا، تمثل في صعود الإخوان المسلمين إلى الحكم؛ حيث ذكر: "عندما كانت سكرتيرا لشارون كنت أتوجّه إلى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وألتقي صديقنا عمر سليمان وأجلس معه، وذات مرة نظرت إلى الجدار المقابل فوجدت لافتة إعلانية بحجم 10 أمتار بها رسم كاريكاتيري يصوّر 5 من رؤساء الحكومات الإسرائيلية السابقة وهم يأكلون الأطفال الفلسطينيين والدم يتساقط منهم، فقلت لعمر سليمان: لماذا تسمحون بشيء كهذا؟ فكان رده أن هذه دولة ديمقراطية يفعل كل واحد بها ما يريد؛ فالصحافة تكتب وهناك من يعلّق لوحة إعلانية.. ليس في وسعنا فعل شيء ضد هذا الأمر". ويوضّح جالنت أنه خلال العامين الأخيرين عادت العلاقات المصرية-الإسرائيلية بعد 30 عاما من السلام إلى حالة وقف إطلاق النار؛ فصحيح أنه لا يوجد حرب ولكن أيضا لا يوجد سلام. ورغم أنه يعتقد أن مصر لا ترغب في الدخول في حرب مع إسرائيل؛ فإنه يرى أن المشكلات الداخلية التي تعانيها مصر ستؤدي إلى توجّه أصابع الاتهام والغضب نحو عنصر خارجي ألا وهو إسرائيل بالطبع، وحينها سيكون الوضع مقلقا جدا لإسرائيل. تجدر الإشارة إلى أن أقوال جالنت هذه جاءت خلال لقاء مغلق أجراه مع عدد من الطلبة في تل أبيب، وكشفت فحواه صحيفة إسرائيلية تُدعَى "ماكور ريشون".