أكد أسامة هيكل -وزير الإعلام الأسبق- أن دخول الدكتور يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- صنع "تغييرا واضحا في هوية ميدان التحرير". وأوضح هيكل -خلال حواره ببرنامج "ناس بوك" الذي يُذاع على قناة روتانا مصرية- أن دخول القرضاوي لميدان التحرير بدأ بعده سلسلة من الأحداث "غير المريحة بالنسبة إليّ وأولها المليونيات المتتابعة" والتي لغت صورة الامتزاج بين المسلمين والمسيحيين، وبدأت مرحلة الصراع على السلطة، بحسب تعبير هيكل. وأشار وزير الإعلام الأسبق إلى أن أخطر تلك المليونيات كانت مليونية إسقاط وثيقة السلمي، حيث اعتبر هيكل أن وثيقة الدكتور علي السلمي -نائب رئيس الوزراء الأسبق للتنمية السياسية والتحول- كانت ستنقذ مصر من مخاطر كثيرة، ومن الوصول إلى السيناريو الحالي. وكشف هيكل أنه "في اليوم السابق لمليونية رفض وثيقة السلمي حصلت لقاءات بين وزراء في الحكومة وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وتمت الموافقة على الوثيقة وعلى التعديلات التي فيها، والإخوان أعلنوا أن مشاركتهم بمليونية وثيقة السلمي لتأييدها، ثم كان الرفض لها". وعن حل مجلس الشعب وتأييد ذلك بحكم من المحكمة الإدارية العليا قال هيكل: "مجلس الشعب اللي فات هزيل لأنه كان لا يعبر عن الشعب"، مضيفا: "والمجلس القادم سيقل عدد مقاعد الإخوان وبديلهم سيكون السلفيين وليس الليبراليين كما يعتقد البعض". وتابع: "أكثر ناس خدموا الإخوان في مقاعدهم بالمجلس السابق هم الليبراليون"، مضيفا: "في كل قرية وكل نجع حد من الإخوان ودي شطارة منهم، في الوقت الذي كانت فيه القوى الليبرالية قاعدين في مكاتبهم بالقاهرة". واستطرد: "أتوقع أن تكون الانتخابات الماضية هي آخر انتخابات نزيهة، وذلك من واقع ما أراه من تصرفات جماعة الإخوان المسلمين من محاولات هيمنة على السلطة وعلى الكثير من المراكز الحيوية في البلاد". وتطرق هيكل إلى الحديث عن قضية سيناء، حيث قال: "من حقنا أن نقلق على سيناء، خصوصا أن الأمن تعامل خطأ مع أزمة سيناء من الأول بعدم احترام شيوخ القبائل"، مطالبا بضرورة التعامل مع أهل سيناء باعتبار أناس وطنيين كاملي الأهلية". واختتم حواره بتأكيد أن المجلس العسكري كانت له أخطاء إبان المرحلة الانتقالية، مستدركا: "ولكن هناك أخطاء كثيرة تمت بحسن النية، حتى أن المجلس العسكري كان يرفض دوما الصدام".