أ ش أ أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنه طوال عام ونصف العام كان يحاول إدارة الدولة في الفترة الانتقالية وتعرض خلالها لما لا طاقة لبشر باحتماله، وبعض من يتباكون اليوم على رئيس المجلس الأعلى السابق المشير طنطاوي كانوا يهتفون ضده في الميادين، ويطالبون بإعدامه هو ومجلسه العسكري. وقال أدمن المجلس -في بيان له على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك تحت عنوان "ويبقى السؤال الحائر ماذا يريدون من القوات المسلحة؟ ومتى تهدأ مصر؟"- إن المجلس لم يدخر جهداً ووسعاً للوصول بمصر إلى بر الأمان متسامحا مع كل من أخطأ في حقه والجميع يعلم.. وعندما حانت لحظة التغيير واستراحة المحاربين بدأت الموجة الثانية من الهجوم وكأنهم في عداء شخصي مع كل من يمثل القوات المسلحة يوجهون الاتهامات لأبنائها الشرفاء دون تمييز.
وأشار أدمن المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى أنه منذ الإعلان عن إلغاء الإعلان الدستوري المكمل وإجراء تغييرات في المجلس الأعلى للقوات المسلحة انطلق الإعلام بكل وسائله المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة وكذلك العديد من الخبراء بكل مسمياتهم في محاولة لتحليل وفهم ما حدث كل من وجهة نظره الخاصة، فكانت النتيجة مئات التحليلات والاستنتاجات والنتائج التي أدت إلى بلبلة الشارع المصري وعجزه عن الوصول إلى الحقيقة، مما أدى إلى تأجيج الصراع بين القوى السياسية المختلفة منها ما هو مؤيد للقرارات ومنها ما هو معارض وبشدة؛ ليس حباً في العسكر كما يحلو لهم أن يطلقوا عليهم وإنما كرهاً ورفضاً للقوى السياسية التي تدير أمور الدولة في الوقت الحالي، والتي جاءت بانتخابات شرعية ونزيهة شهد لها القاصي والداني، ونحن هنا لسنا بصدد استطلاع رأينا فيها إنما هو واقع أقره شعب حتى أول انتخابات قادمة كما هو الحال في كل الدول المتقدمة. وأكد المجلس في بيانه أن كل ما حدث في الأيام الأخيرة من تغييرات وتعيينات في القوات المسلحة حدث بالتشاور مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقد تم تسليم الراية للجيل الجديد حتى يستريح جيل أكتوبر المجيد، وقد تم تكريمه بما يليق بكل منهم من الدولة تقديراً وعرفاناً لما قدموه طوال تاريخهم المجيد، ولا خير في أمة تمحو تاريخها. ووجّه المجلس كلمة للمشككين والرافضين وطامعي السلطة إلى آخره قال فيها: "لا تقحموا القوات المسلحة في صراعاتكم السياسية وأهدافكم الشخصية.. من أراد شيئاً فليسعَ له والطريق بات واضحاً ومعروفاً للجميع هو صندوق الانتخابات، كفى توتراً وإرهاقاً للدولة التي أصبحت تئن من تصرفات أبنائها، فمصر تريد أن تلتقط أنفاسها.. لسنا طرفاً في صراع ولن نكون.. لسنا طامعي سلطة أو حكم.. لن ننقلب على شرعية اختارها الشعب.. لقد أستيقظ الشعب المصري من ثباته العميق ويعرف كيف يحقق أهدافه ولا يحتاج إلى وصاية أحد". وأتبع: "كما أكدنا دائماً نحن من الشعب ومعه مهمتنا الأساسية والمقدسة هي الدفاع عن الأرض وحمايتها.. هذا ما يريده الشعب المصري العظيم منا، فهل تهدأ مصر قليلاً حتى تنطلق؟ وعاشت مصر وعاش شعبها العظيم وعاشت قواتها المسلحة".