كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن سيناريو الهجوم المسلح على سرية حرس الحدود المصرية أمس (الأحد) في مدينة رفع، ما أدى إلى استشهاد 16 مصريًا... إسرائيل قصفت مدرعة مصرية بصاروخ في عددها الصادر صباح اليوم، قامت صحيفة معاريف العبرية بوضع سيناريو ما وقع أمس في كرم أبو سالم –وفق الرؤية الإسرائيلية- حيث ذكرت الصحيفة أن خلية تتكون من سبعة أشخاص على الأقل قامت على الهجوم على موقع عسكري مصري يقع على محور فلاديلفي في الساعة الثامنة إلا عشر دقائق، وقتلت خمسة عشر جندياً مصرياً، والغريب أن الصحيفة الإسرائيلية أوردت أنه في نفس هذا التوقيت كانت هناك مروحيتان إسرائيليتان تقوما بتمشيط المنطقة الحدودية..
وبعد استشهاد الجنود المصريين قامت العناصر الإرهابية بالاستيلاء على عربتين مدرعتين مصريتين طراز فهد وكميات كبيرة من المواد الناسفة وعدد من الأسلحة والعتاد العسكري المصري وتوجهوا صوب معبر كرم أبو سالم الحدودي الذي لا تفصله سوى دقائق معدودة عن موقع الوحدة العسكرية المصرية التي استهدفت، ولكن إحدى العربتين انفجرت عند المعبر وقتل ثلاثة أفراد كانوا بداخلها، أما العربة الثانية التي كان يستقلها أربعة إرهابيين فنجحت من اجتياز الخط الحدودي ولكن قامت مروحية إسرائيلية بقصفها بصاروخ أدى إلى اشتعالها، وحينها حاول عدد من مستقليها الفرار ركضاً على الأقدام ولكن تم اغتيالهم على أيدي القوات الإسرائيلية. وتحسبًا لأي عمليات أخرى، قامت إسرائيل على الفور بإغلاق طريق 232 الموازي للحدود المصرية وأصدرت تعليمات لجميع المستوطنين المقيمين بالقرب من الخط الحدودي بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج مهما كانت الأسباب، كما تم الدفع بأعداد ضخمة من القوات الإسرائيلية إلى المنطقة للقيام بعمليات تمشيط واسعة. بدو إسرائيل تصدو للهجوم المدرعات المصرية وأوردت القناة العاشرة الإسرائيلية من جانبها، أن الوحدة التي تصدت لمنفذي عملية كرم أبو سالم خلال توغلها عبر الحدود الدولية هي وحدة تسمى وحدة الإستطلاع الصحراوي التابعة لكتيبة غزة بالجبش الإسرائيلي وهي وحدة تشكلت قبل 25 سنة للتنفيذ مهام الإستطلاع على حدود غزة، ولكن تقرر منذ فترة قصيرة عملها طول الحدود المصرية أيضا، وتقتصر الخدمة بها على البدو من عرب إسرائيل والشركس لمعرفة الجيدة بتضاريس المنطقة الصحراوية الوعرة. وتشير القتاة الإسرائيلية أن قائد هذه الوحدة هو بدوي من عرب إسرائيل يحمل رتبة عميد ويدعي وحيد الهوزيل، وتكشف أنه حصل في عام 2008 عندما كان مساعداً لقائد هذه الوحدة على نيشان هيئة الأركان الإسرائيلية عندما قاد قوة عسكرية نجحت في منع عملية مزدوجة عند معبر كرم أبو سالم في ذلك العام وتصدى لثلاث سيارات اقتربت من المعبر وفتحت النار بتجاه الجانب الإسرائيلي. إسرائيل تتهم إيران بالوقوف وراء الهجوم من جانبه، أشار موقع ديبكا –قريب الصلة من جهاز الموساد الإسرائيلي- أن هناك حتى الآن روايتين متناقضتين للعملية الإرهابية المزدوجة التي استهدفت أمس قاعدة لحرس الحدود المصري في رفح وأسفرت عن سقوط عشرين جندياً مصرياً ما بين قتيل وجريح، وما أعقبها من سرقة عربتان مدرعتان مصريتان طراز فهد، ومحاولة اقتحام الحدود الإسرائيلية بها قامت إسرائيل بتفجير إحداهما عند معبر كرم أبو سالم والأخرى نجحت في التوغل عبر الحدود ولكن صفقت بعد ذلك من قبل طائرة عسكرية إسرائيلية مما أدى إلى تدميرها تماماً، فعلى الرغم من أن الرواية المصرية تقول ان المنفذي العملية عم عناصر جهادية وخلايا تنتمي إلى تنظيم القاعدة قدمت من قطاع غزة، ترى الرواية الإسرائيلية أن منفذي العملية هم عناصر تنتمي إلى جماعات الجهاد العالمي والقاعدة المنتشرين داخل سيناء، ولم يأتوا من قطاع غزة، وذلك لكي تبعد أي صلة بين هذه العملية وبين الهجوم الذي نفذه الطيران الإسرائيلي صباح أمس في القطاع وأسفر عن مقتل اثنين من نشطاء جماعة الجهاد الإسلامي. وأوضح موقع ديبكا أن المخابرات الإسرائيلية تميل إلى الفرضية المصرية وذلك استناداً إلى تحليل أسلوب تنفيذ العملية حيث يرى أنها تشبه إلى حد بعيد عمليات خلايا تنظيم القاعدة التي نفذتها ضد أهداف عربية وغربية في المملكة العربية السعودية خلال عامي 2003-2004، والتي تنفذها في العراق منذ عام 2004 وحتى يومنا هذا، وكذلك في أفغانستان ضد قوات الناتو والقوات الأمريكية. والخطير في الأمر –حسب مصادر الموقع الإسرائيلي- أن هناك احتمال كبير أن يكون من مول وخطط لعملية أمس المزدوجة ضد مصر والكيان الصهيوني وقام بدفع عناصر القاعدة إلى القيام بها، هي إيران وذلك انتقاماً من كل من العرب والغرب مرة واحدة، فاستهداف مصر كان رسالة إلى قطر والسعودية واستهداف إسرائيل كان رسالة إلى واشنطن، حيث تتهمهم ايران بدفع خلايا تابعة للقاعدة إلى القتال مع الثوار السوريون ضد نظام بشار الأسد، فأرادت أن ترد عليهم بنفس الطريقة. ويؤكد موقع ديبكا على صحة فرضيته بالتذكير بأن عملية رفح جاءت بعد وقت قصير من تهديد رئيس البرلمان الإيراني على لاريجاني بأن النار التي أُشعلت في سوريا ستملأ الإسرائيليين رعباً، في إشارة إلى نقل القتال الدائر في سوريا إلى مناطق أخرى في المنطقة.