أ ش أ أكّد الرئيس محمد مرسي -في كلمته أمام قادة الدول الإفريقية في القمة التاسعة عشرة الإفريقية- أن مصر ستُسخّر إمكاناتها البشرية والمادية لخدمة قاطرة التنمية في إفريقيا للوصول بها إلى آفاق جديدة، كما أنها ستستمرّ في مساندة التنمية الاقتصادية في دول القارة حتى يتحقّق فيها الطفرة المنشودة؛ وبالذات في مجالات الغذاء والصحة وكذلك التعليم والبنية الأساسية. وقال مرسي -في كلمته بالعاصمة الإثيوبية (أديس أبابا)- اليوم (الأحد) إن ثورة 25 يناير أعلنت ميلاد مرحلة جديدة في تاريخ مصر الحافل، وسوف تشهد تلك المرحلة تبوّأ القارة الإفريقية لمكانتها الطبيعية في طليعة الاهتمامات الخارجية المصرية. وأضاف أن مصر عازمة على أن تكون محور ارتكاز قوي وفاعل لدعم أشقائها في أنحاء القارة السمراءن وأن تكون سندا لهم على طريق تحقيق الاستقرار والتنمية والتقدّم. وشدّد مرسي على أن التحديات العاجلة التي تواجه القارة السمراء بشكل مستمرّ تحتاج إلى الإسراع من عملية انتخاب مفوضية للمنظمة تحظى بثقة جميع أعضاء الاتحاد الإفريقي، وتكون قادرة على القيام بدورها بحكمة وكفاءة خلال المرحلة المقبلة. وأشار مرسي إلى أن مصر لديها العزم والنية الخالصين على المساهمة مع الأشقاء الأفارقة في مختلف ربوع القارة في رسم مستقبلها وحضارتها المعاصرة. مؤكّدا حرص مصر على أن تساند بكل السُّبل المتاحة الجهود القائمة من خلال مبادرة "نيباد" لتدعيم البنية التحتية في الدول الإفريقية وبالأخص في مجال النقل. وأعرب مرسي عن أمله في تحوّل حلم محور "الإسكندرية-كيب تاون" إلى واقع ملموس في أقرب فرصة كمؤشّر على ذوبان المسافات والحواجز بين دول القارة السمراء. وقال إن استكمال عملنا الجاد صوب تعزيز التجارة البينية الإفريقية يتطلّب اتخاذ قرارات جريئة تذلّل العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف، كما يستوجب التزام دولنا بتطوير منظومة البنية التحتية فيها؛ خصوصا تلك المتعلقة بالتجارة في قطاعات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما أعرب عن ثقته في قدرة الدول الإفريقية على حل كل المشكلات السياسية والأمنية القائمة، وعلى تقريب وجهات النظر في كل القضايا والشواغل التي تحتلّ أولوية على سلم الاهتمامات المصرية، بما في ذلك إقامة علاقات قوية وصحية بين السودان وجنوب السودان، وإنهاء حالة الصراع في الصومال واستعادة الاستقرار في مالي وغينيا بيساو.