أنا فتاة عندي 22 سنة تخرجت في كلية خدمة اجتماعية، ونفسي أشتغل جدا في مجالي. بعد ما خلصت روحت أخدت كورس كمبيوتر، وكان تحت الكورس جمعية رسالة، شدني جدا إني أتتطوع فيه، وكمان لقيت بنت معايا في الكورس راحت واتطوعت، فحبيت أنا كمان أتتطوع وأشارك في عمل إيجابي، ومنه ماحسش بالملل والفراغ من قاعدة البيت.
كمان أنا عندي أخت مريضة من صغرها بالحمى الشوكية وهي عندها 19 سنة، أنا معاها خطوة بخطوة، وعلمتها كثير ولسه معاها برضه، وباتكلم معاها كثير.. هي مش بتعرف تتكلم بس بتسمع كويس، ساعدتها تشرب لوحدها وتعتمد على نفسها بالضحك واللعب.
أنا كمان بحب الكتابة، وحلم حياتي أبقى كاتبة، ونفسي أعمل خير وأتخلص من الملل والروتين، فقلت لماما إيه رأيك أتتطوع في جمعية رسالة ومنها أسلي نفسي، وهخلي بالي من أختي، ردت ماما: "وهتعملي إيه هناك؟ هتكنسي؟!"، فقالت لي: "أقعدي أحسن في البيت؛ ما هو قعدتك مع أختك رسالة لوحدها".. وماما مش موافقة خالص، أقنعها إزاي؟؟ وإيه رأيكم؟؟
sh723
كل تقديري واحترامي لكِ صديقتي العزيزة على كل ما فعلتيه وتفعلينه مع أختك شفاها الله وعفاها.. وبالطبع أنا أؤيد والدتك في أن ما تفعلينه مع والدتك هو في حد ذاته رسالة عظيمة لا يمكن نكرانها؛ لأنك تساعدينها وهي في حاجة إليكِ.. فمن سيكون أقرب إليها منك؟! ومن سيتحملها سواكم؟! وهذا في حد ذاته عمل خيري.
ولكني بالطبع لا أستطيع أن ألومك لو فكرتي أن تتطوعي للعمل في جمعية خيرية؛ فالعمل التطوعي هو عمل حضاري راقٍ لا بد أن يُشارك فيه الشباب وغير الشباب حتى ننهض بوطننا.
وبالنسبة لموقف والدتك فأنا أبرر لها قلقها؛ فهي تخشى لو خرجتِ للعمل التطوعي أن تنشغلي عن العناية بأختك التي تحتاج لتركيزكم وجهدكم جميعا.
ودورك هنا صديقتي العزيزة أن تقنعي والدتك بأن العمل التطوعي لن يشغلك عن أختك بأي حال من الأحوال، وأنك لو شعرتي أنه سيبعدك عنها فإنها ستكون الأولوية بالنسبة لها على أي حال.
وعليك أيضا أن تتناقشي معها وتحاولي أن تفهميها أنك يمكنك التحكم في مواعيد وساعات التطوع بما يتناسب مع ظروفك.
وأن تشرحي لها دور وأهمية العمل التطوعي، وأنها يمكن أن تعتبره بمثابة كورس أو تدريب للتمرين على الحياة العملية والذي سيفيدك بالطبع في البحث عن العمل، والحصول على عمل مناسب؛ بل إنه يمكنك أن تجدي وظيفة في تلك الجمعيات نفسها.
أما إذا رفضت والدتك المبدأ رفضا تاما، فيمكنك صديقتي العزيزة أن تبدأي عملك التطوعي بنفسك دون اللحاق بأي جمعية، فيمكنك مثلا أن تعطي فصولا لمحو الأمية لمن يحتاج لها من أقاربك أو أصدقائك، أو أن تعطي مجموعات تقوية للأطفال في المواد التي تجيدينها بمبالغ زهيدة، وبذلك فأنتي تساعدينهم وفي نفس الوقت توفري مصدر دخل ولو بسيط لكِ.
ما أريد أن أقوله لكِ إن العمل التطوعي يمكن أن تبدأيه بنفسك بما يتناسب مع ظروفك، كما أريدك أن تستمري في أخذ كورسات اللغة الانجليزية والكمبيوتر؛ حتى تحسني من فرصة في الحصول على فرصة عمل مناسبة.. مع خالص دعائي لكِ بالتوفيق.