ذَكَرت صحيفة يسرائيل هايوم أنه في أعقاب إعلان فوز مرشح الإخوان المسلمين د. محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية، تذكر الكثيرون في إسرائيل ما حدث بالجزائر في عام 1991 عقب نجاح الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية، عندما تدخل الجيش وأوقف المسيرة الديمقراطية، وما أعقب ذلك من حرب أهلية امتدت عِقدا من الزمان وخلفت 100 ألف قتيل. واستبعد بوعاز بيسموت -الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي- في مقاله المنشور بالصحيفة العبرية في التاسع عشر من الشهر الحالي تكرار هذا السيناريو في مصر، وتوقع أن تشهد القاهرة سيناريو مغايرا تماما. وقال بيسموت إن الإخوان المسلمين ليسوا في حاجة إلى الدخول في معركة مسلحة، فهم لديهم حاليا قوى منتخبة ويمتلكون قدرة تنظيمية ممتازة ومندمجون وسط الجماهير بشكل كبير، علاوة على وجود اتصالات تربطهم بعواصم غربية هامة في العالم أهمها واشنطن التي تخلت عن مبارك في فبراير 2011، كل هذه الميزات لم تتوافر لدى إسلاميي الجزائر في 1991. وأضاف المحلل الإسرائيلي أن الإخوان المسلمين نجحوا خلال العام ونصف الأخير في تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض بشكل لم يكن يتوقعه المجلس العسكري، وهو ما دفع المجلس إلى إصدار قراراته الأخيرة بحل البرلمان والحد من صلاحيات الرئيس، لكن الإخوان الذين كان رد فعلهم على قرارات المجلس العسكري هادئة -حسب وصفه- سيتمكنون في النهاية من بلوغ غايتهم. ويؤكد الكاتب الإسرائيلي: "السيادة الدستورية للإخوان المسلمين على مصر هي مجرد وقت، وذلك لأنه على الرغم من امتلاك المجلس العسكري القوة لكن الإخوان المسلمين يستندون على قوة من نوع آخر، ألا وهي الشارع الذي يقف في صفهم، كما أن معهم الله. ولأنهم موجودون على الساحة منذ 1928 فلن يضيرهم أن ينتظروا عدة أشهر أو حتى عدة سنوات أخرى، ولكن على أي حال فمن المؤكد أن سيناريو الجزائر لن يتكرر مطلقا في مصر".