أ ش أ أكّد جايسون كارتر -عضو مجلس الشيوخ بجورجيا وعضو بعثة مركز كارتر التي تابعت الانتخابات الرئاسية بمصر- أن الشعب المصري قد أظهر مرة أخرى مدى التزامه العميق بالعملية الانتخابية، وأن الشعب المصري قام بدوره وعبّر عن رأيه في العملية الديمقراطية، وأن عمليات التصويت والفرز كانت جيّدة مع بعض التجاوزات التي لا تبدو أنها منهجية أو تنحاز لمرشح على حساب آخر. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مركز كارتر للسلام اليوم (الثلاثاء)، وعرضت فيه بعثة المركز -التي قامت بمتابعة الانتخابات الرئاسية- نتائج متابعتها. وقال جايسون -وهو الحفيد الأكبر للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر- إنه بالنيابة عن جده يبلغ الشعب المصري العظيم عميق تقديره وحبّه للمصريين، وإنه لا يأتي إلى مصر لكونه مجرد متابع؛ بل لأنه يكنّ كل تقدير للشعب المصري، مشيرا إلى أن المركز قرّر متابعة الانتخابات الرئاسية، ورصد روح الديمقراطية التي تولّدت بين أبناء الشعب المصري؛ خصوصا أنهم للمرة الخامسة في هذا العام يذهبون لصناديق الانتخابات. وأضاف: "بالرغم من ذلك يعلن المركز عن قلقه العميق إزاء السياق الدستوري والسياسي الأوسع، والذي يشكّك في جدوى ومعنى هذه الانتخابات، ولكن المركز لم يلاحظ مدى تأثير هذا السياق على العملية الانتخابية"، مشيرا إلى أنه من المبكر تقييم العملية الانتخابية بشكل كامل؛ نظرا لعدم صدور النتائج الرسمية حتى الآن، والتي ستعلن المرشح الفائز.
وأوضح جايسون كارتر أنه بالرغم من سيادة روح الديمقراطية؛ فإن المركز لديه تخوّفات بشأن منح حق الضبطية القضائية لرجال الشرطة العسكرية والمخابرات الحربية، وعودة السلطات التشريعية للمجلس العسكري وتدخله في لجنة صياغة الدستور، مؤكّدا أهمية أن تشمل لجنة صياغة الدستور جميع فئات المجتمع دون تدخّل من المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وأشار جايسون إلى أن البعثة واجهت العديد من القيود في عملها؛ كتأخر حصولها على التصريحات من لجنة الانتخابات الرئاسية، وعدم حصولها على قائمة الناخبين رغم أن المعايير الدولية تؤكّد أهمية طرحها لمنظمات المراقبة والمرشحين والأحزاب المتنافسين. من جانبه، قال عبد الكريم الإرياني -رئيس الوزراء اليمني الأسبق -وعضو بعثة كارتر لمتابعة الانتخابات الرئاسية- إن المركز ليس لديه مصلحة في فوز أي مرشح بعينه، ويركّز في متابعته على العملية الانتخابية ذاتها، وما إذا كانت تعكس إرادة الناخب المصري بما يتوافق مع المعايير الدولية. وأكّدت سانا فان دن بيرج -مديرة المكتب الميداني بمركز كارتر للسلام- أن المركز تابع الانتخابات الرئاسية عبر 90 متابعا يمثّلون 36 دولة في 25 محافظة مصرية. وردا على سؤال بشأن ترخيص عمل المركز في مصر؛ قالت إن المركز تقدّم بطلب لوزارة الخارجية في شهر أكتوبر الماضي، ولكنه لم يتلقّ ردا حتى الآن فما زال الطلب معلقا، ووصفته بأنه "أمر لم يحسم بعدُ".