[أنا عصبية ودمي حامي وهو هادي جدا لدرجة البرود] أنا عصبية ودمي حامي وهو هادي جدا لدرجة البرود السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا إنسانة محطّمة ونفسي تردوا عليّ بسرعة، أنا تعبانة جدا، أنا مخطوبة بقالي سنتين والمشكلة إني حبيته في فترة الخطوبة بس عشان طيب، وأنا كنت مفتقدة الإحساس ده؛ لأن والدتي توفيت من وأنا في تالتة ثانوي.
أنا دلوقتي عندي 26 سنة، وخريجة تجارة خارجية، وعملت دراسات عليا، وهو بيشتغل محامي وبس.
المشكلة بقى إن مافيش توافق في الشخصيات لحد كبير، يعني أنا عصبية ودمي حامي وهو هادي جدا لدرجة البرود اللي بيعصبني، بس المشكلة اللي بجد المادة معاه، هو مش عمل حاجة في الفرش إلا أشياء بسيطة جدا من ساعة ما اتخطبنا، وكل ما أقول له نشوف شغل تاني يقول لي مش ليكي دعوة، وأنا باتعصب جدا من ده، لدرجة بتخليني أفكر 1000 مرة قبل ما أتجوزه.
قولوا لي أعمل إيه؟ بجد أنا خايفة على نفسي وأولادي لما يبقوا محتاجين أي شيء وهو يقول ربنا يسهل ويطنش، أنا بقيت باخاف جدا، أنا طول عمري متحملة المسئولية في بيتي من ساعة والدتي ما توفت، وباعمل الآن في شركة كبيرة، وبجهدي، فهل أنا مادية لو تركته ورميت السنتين من عمري وراء ظهري، أم أكون متسرعة أم مخطئة؟ قولوا لي بالله عليكم انتظر ردّكم بفارغ الصبر.
emee
من الواضح جدًا ذلك التناقض الشديد بين طباعكما، فأنتِ تحبين التخطيط المسبق وهو شديد القدرية لا يتعامل مع المستقبل ومخاوفه بالشكل المطلوب، ولا يعني كلامي هذا أني أوافقك بسرعة على فكرة تركه، ولكني فقط أفكر بصوتٍ عالٍ.
في رأيي أن الاختلاف بينكما قد لا يكون بتلك الخطورة التي تدعو للانفصال، بل لعل تناقضكما يساهم في خلق حالة من التوازن في حياتكما، فتخففين بطبيعتك العملية من أثر طبيعته مفرطة القدرية، وشخصيته الحنون الطيبة قد تخفف من وطأة شخصيتك الجادة جدًا.
ولكن أحيانًا يجب أن تتغلب الطبيعة العملية على الحسابات، خاصة مع ما يواجه مجتمعنا من ظروف متصاعدة الصعوبة اقتصاديًا واجتماعيًا تتطلب أسلوبًا واقعيًا عمليًا صارمًا للتعامل معها وعدم السقوط أمامها.
وما دمت تمثلين الجانب العملي هنا فعليكِ أن تواجهي خطيبك بكل مخاوفك، وبأنك ترين تعامله مع الماديات ليس على المستوى المطلوب ولا المُطَمئِن للمستقبل، وأن تطالبينه بالتصرف بواقعية مع الحياة والتخطيط والتنفيذ بما يتناسب مع ما يُتَوَقّع من مصاعب الحياة ومتطلباتها المادية، وناقشيه مستعينة بالأدلة العملية على أننا نعيش في فترة صعبة يجب أن نحرص فيها على تأمين المستقبل ماديًا بشكل يحمي من الفشل المادي والاجتماعي والسقوط في هوة الديون والعجز عن تحقيق المتطلبات المادية.
أخبريه كذلك بأن الله تعالى يفرّق بين التوكل عليه والتواكل، وأنه -عز وجلّ- يأمرنا بالأخذ بالأسباب واتّباعها لنحلّ مشاكلنا ونتعامل مع معطيات الحياة، وأن ليس في هذا تعارضًا مع الإيمان بأن "الله يسهل".
ناقشيه في كل هذا بشكل عقلاني هادئ مستعينة بالحجج والأدلة، فإما أن يقتنع أو أن تصلا لنقطة مشتركة، أو أن أجدني متفقًا معكِ في ميلك للانفصال عنه والبحث عن مستقبلك مع رجل آخر يقدّر ظروف ومتطلبات الحياة.
وأخيرًا لي مطلب لا أعرف مدى قدرتك على تحقيقه، هو أن يسبق جلستك معه إرسال خطيبك رسالة لي يعرض عليّ فيها وجهة نظره، أعتقد أن هذا قد يساعدني في تأكيد رأيي من عدمه، ثم بعد ذلك تنفّذين نصيحتي من محادثته بشأن اختلاف أسلوب تعامل كل منكما مع الحياة. فهل هذا ممكن؟