السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا مخطوبة من 7 شهور تقريباً، في أول خمس شهور كانت المشاعر فياضة، كان بيهتمّ ويسأل عليّ ولما أغيب عنه يقول لي وحشتيني.. لكن من شهرين تقريباً والدتي منعتني من إني أشوفه كل أسبوع زي ما كنت الأول، وقالت لي: مالهاش لازمة، خلّيها كل أسبوعين مرة، وهو اتضايق جداً من القرار ده، وأنا حاولت أفهّمه إنها كانت متضايقة مني وبتعند معايا بس مش أكتر؛ لكنه خد الموضوع عليه هو، وكان متضايق أوي. في الفترة دي بدأ يتغير وجه كمان مع الموضوع ده مشاكل في شغله، وكان بيسافر لأوقات طويلة توصل للشهر ماشفهوش.. كنت باتصل بيه كتير، وهو كان بيتحجج بإنه مش بيلاقي وقت يكلمني فيه، وإنه لما كان بيخلّص شغله كان بينام من التعب.. كنت باحسّ إنه بيبعد عني كل يوم أكتر، وكنت باقول له بلاش تهملني كده أنا محتاجة لك جنبي.. لكن كل ده كان من غير فايدة. بعد الفترة دي جه عيد ميلاده، وبطريقة غير مقصودة مني اتلخبطت في اليوم ده -وأقسم بالله إني مانسيتش طبعاً- فهو زعل جداً، وكلمني بنرفزة وقال لي: إنتِ أصلاً مابتحبينيش، وقعد يحكي لي ويقول لي إن كل الناس ضدي حتى إنت.. وقعدت أتحايل عليه إنه يسامحني وإني ماكانش قصدي، ولما لقيته مُصرّ على كلامه، قلت له هاسيبك فترة تفكّر براحتك وتقرر إنت عايز تكمّل ولا لأ. وخلال الفترة دي ماكانش بيسأل، وبصراحة أنا كانت أعصابي بتتعب مع كل يوم بيمرّ، وفي يوم كنت داخلة على الفيس بوك بابصّ على التعليقات اللي بيكتبها يمكن أعرف بيفكر في إيه، لقيته كاتب تعليق لبنت بيقول لها فيه "إنتِ لذيذة أوي"؛ فبصراحة الدم غلي في عروقي، رحت مكلّماه على البيت، والدته ردت عليّ؛ فحكيت لها اللي قريته، وهي طبعاً زعلت منه واتخانقت معاه عشاني. المهم هو بعدها كلمني، وقال لي: أنا من ساعة ما والدتك قالت إني مش هاشوفك غير كل أسبوعين مرة وأنا حاسس إن فيه حاجه جوايا انكسرت، وإن مشاعري اتغيرت من ناحيتك.. وقال لي: أنا بارتاح في الكلام معاكِ بس ماينفعش تكوني مراتي، إنتِ إنسانة ممتازة؛ بس إحنا ماننفعش لبعض وهنتعب بعض لو اتجوزنا. أنا سمعت كلامه كأن فيه حاجة تقيلة نزلت على دماغي وقلت له: يعني إيه مشاعرك اتغيرت؟ وبعدين أنا ماليش ذنب في قرار أمي، وماكنتش أقدر أقف قدامها، وقلت له كلام كتير كان تاعبني أوي. وقلت له: فكّر وردّ عليّ، وأنا مش هاجبرك تتجوزني، ويا ريت تردّ عليّ بكرة مش هاستنى أكتر من كده؛ ففي نفس اليوم كلمني تاني وقال لي: أنا عايز ندّي لنفسنا فرصة تانية، قلت له: هافكّر وأردّ عليك؛ ولأني بحبه جداً طبعاً وافقت؛ بس مسيطر عليّ كلامه إن مشاعره اتغيرت من ناحيتي، وكرامتي وجعاني أوي.. حاسة إنه لما كلمته وكنت منهارة صعبت عليه، فقال ناخد فرصة تانية. كل ما أفكّر إني أحاول أصلّح اللي فات أفتكر كلامه وأحس إنه غاصب على نفسه لأنه عارف إني هاتعب لو موضوعنا انتهى، وبصراحة من ساعة ما بدأنا الفرصة التانية وأنا ملاحظة إن مشاعره واهتمامه زي ما هو مابيسألش ومابيرنّش؛ حتى لما باكلّمه باحسّ إنه بيتظاهر بالاهتمام. بافكّر جدّياً إني أنهي الموضوع مهما كان عذابي، مش عايزة أطوّل أكتر وأتعلق بيه أكتر وهو مهملني. حاسة إني في كل ثانية باموت، والمشكلة إن دي تاني خطوبة ليّ تنتهي. حاسة إن نفسي أبكي وأصرّخ من جوّايا، باسأل نفسي: هل أنا السبب ولا هو اللي ماكانش بيحبني أصلاً؟ أرجوكم تردوا عليّ، وآسفة للإطالة؛ لكن أنا محتاجة جداً لرأيكم لأني حاسة إني قرّبت أتجنن من كتر التفكير، وممكن أعمل في نفسي حاجة وأنا مش حاسة، من كتر الألم اللي جوايا. City of angles خطيبك هذا يظنها لعبة أم ماذا؟ أمس لا يراكِ زوجة له، واليوم يريد فرصة للتفكير؟ لن أنكر أني أضع في اعتباري أنه ربما شعر أنه قال لكِ عبارة قاسية أكثر من اللازم ويريد إصلاح الأمر؛ لكني ألاحظ -مما قلتِ في رسالتك- أنه يتعامل مع الحياة كأنما يعيش وحده فيها، لا اعتبار لمشاعر ولا لظروف ولا تقدير لضغوط, بشكل شديد الأنانية والطفولية في نفس الوقت! ثم إنه يمارس ابتزازاً عاطفياً فادحاً لكِ بكلامه وتصرّفاته, ويلعب على وتر شدّة تعلقك به, وهو مما لا يليق برجل محب، ولا برجل أساساً! ولكي أكون صادقاً معكِ فأنتِ تتحملين جزءاً كبيراً من المسئولية.. أجل؛ فأنتِ فيما يبدو أبديتِ تهاوناً وتسامحاً أكثر مما يجب معه، وكان عليكِ أن تنبّهيه من أول تجاوز له أن الاحترام بين الخطيبين متبادل لا في اتجاه واحد, وأنه كما يطالبك أن تعذريه؛ فأنتِ كذلك تطالبينه أن يعذرك فيما ليس بيدك. إن ما تحتاجينه معه بحق هو وقفة صارمة مفاجئة في وجهه, تطالبينه فيها بحسم موقفه وتغيير سلوكه معكِ، وعليكِ أن تُلقي أمامه على المائدة كل ما ترين من سلبياته معكِ وكل ما يضايقك منه من تصرفات, وتطالبيه بحزم أن يحدّد موقفه بشكل صريح ونهائي: هل لديه نية الاستمرار معكِ مع تعهّده بمراعاة مشاعرك وظروفك وتقدير أعذارك، أم أن الأفضل لكل منكما أن يبحث عن مستقبله بعيداً عن الآخر؟ ولا تضعفي أمامه أو تتركيه يتهرب من الموضوع؛ فالأمر يجب أن يُحسَم وهو من بدأ هذا؛ ما دام أنه يتحدث في أمور مثل شكّه في صلاحيتك له كزوجة والرغبة في الحصول على فرصة للتفكير؛ فأنتِ كذلك لك الحق المُساوي لحقّه في أن تفكّري وتقرّري ما إذا كنتِ ستستمرّين معه أم لا. فإن رفض مطلبك العادل هذا أو ماطل فيه أو أبدى رغبة -ولو بسيطة- في التهرّب منه؛ فقولي له "مع السلامة"، ولْيذهب كل منكما لسبيله, أما إذا أبدى تجاوباً معكِ وأظهر رغبة حقيقية في الحفاظ على مشروع ارتباطكما وبذَل الجهد لحمايته من الفشل؛ فتعاوني معه وضعي يدك في يده في سبيل ذلك, ولتبدئي رويداً رويداً في العودة لطبيعتك المحبة معه, وتُبدي بعض التسامح مع ما قد يقع من أخطائه؛ فيما عدا تلك التي تمسّ الكرامة حتى يعود حبكما للطريق الصحيح. إن ما أنصحكِ به الآن ليس من باب القسوة عليه أو الرغبة في إذلاله أو كسره لا سمح الله؛ بل من باب إعادة "المُحِب الضال" للطريق السليمة للحب وإعانته على نفسه الأمّارة بالسوء في سبيل الحفاظ على الحب ذاته. واعلمي أن ما أنصحك بتنفيذه يحتاج لحكمة بالغة وهدوء أعصاب شديد, وتماسك قوي؛ فعليكِ بكل هذا. ونصيحة هامة: لا تفقدي تحكّمك في نفسك خلال قيامك بهذا فتستسلمي لأية رغبة في إيلامه بغرض ردّ الإهانة له.. كوني أعلى وأسمى من هذا، وركّزي على الهدف الأساسي: تقويمه وتحديد الموقف النهائي منه من مشروع الارتباط به. وفّقك الله وأعانك.