رفض المخرج الكبير يسري نصر الله أن يتم توزيع فيلمه الأخير "بعد الموقعة" في دولة إسرائيل الدولة التي تحتل الأراضي الفلسطينية. وقال نصر الله في المؤتمر الصحفي الذي تمّ عقده وقت عرض الفيلم في مهرجان كان: "لا أعلم إذا كان الفيلم قيد بيع إلى إسرائيل أم لا؛ لكن إذا ما أردتم معرفة رأيي الشخصي فأنا لا أريد أن يسوق في إسرائيل؛ في الوقت الذي يحتل فيه الإسرائيليون الأراضي الفلسطينية". وقد لاقى كلام نصر الله ترحيبا كبيرا من الصحفيين الحاضرين للمؤتمر. وفي الوقت نفسه أكد أنه من الصعب صنع سينما في ظل انعدام الحرية وتهديد بعض الجهات للفنانين في مصر، ومحاكمة هؤلاء الفنانين في إشارة إلى حالات محاكمة الفنانين وكتّاب السيناريو الجارية حاليا في مصر، وفي طليعة هؤلاء النجم عادل إمام الذي لم يقف إلى جانب الثورة. واعتبر المخرج -الذي شارك العام الماضي بفيلم قصير ضمن 18 فيلما عن الثورة في مهرجان كان- أن ما أوصل الفيلم إلى المسابقة الرسمية في المهرجان هو أنه أُنجِز بحرية تامة، مؤكدا أن روح الحرية هي ما تجعلنا نوجد في السينما، وأن نرفض الاستسلام أمام الدكتاتور يعني أن نواصل صنع السينما. ويُعتبر "بعد الموقعة" الفيلم المصري الروائي الفعلي الأول الذي تناول الثورة في مصر وما تلاها من خلال نظرة واقعية مستقاة من صلب الأحداث، ويقترب الفيلم كثيرا من الوثائقي، ويكتسي تصويره صيغة واقعية تحاول التأريخ لهذا الواقع؛ بينما تتواصل الوقائع على الأرض. فيلم "بعد الموقعة" الذي يتنافس مع 21 فيلما آخر على جائزة "السعفة الذهبية" في مهرجان كان، يتبع عن قُرب أحد رعاة الجمال وخيالة منطقة الأهرام الذين -وبعدما حرموا من لقمة عيشهم خلال الثورة نتيجة غياب السياح- أغاروا على ساحة التحرير وهاجموا الثوار في ما بات يعرف ب"موقعة الجمل"، فيلتقي بطل الفيلم -الذي يحاول استعادة عزة نفسه بعد كم هائل من الازدراء- بناشطة في الثورة المصرية، تمثل نقيض ما عرفه في عالمه.