ذات صباح استيقظ الحاج إبراهيم ليبحث عن زوجته السيدة صفية فلم يجدها بالمنزل وهذا ليس من طبعها؛ فالسيدة صفية عشرة عمر.. تعجّب الحاج إبراهيم من عدم وجودها، وخاصة أنها لم تأخذ منه الإذن بالخروج كعادتها، ولكنه وجد ورقة بجوار فراشه مكتوب عليها: "رحلت عن المنزل ولن أعود ثانية لأهانتك وضربك لي ليلة أمس". تذكّر الحاج إبراهيم ما حدث بينه وبين زوجته ليلة أمس، وكيف قام بإهانتها، وكيف انهال عليها ضربا مرددا: "الرجال قوامون على النساء ومن حقي أن أضربك كيفما أشاء". نعم سيدي.. الرجال قوامون على النساء لن يشكك أحد في هذا، ولكنك لم تكمل قول المولى عز وجل وهو يقول: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}. {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} أي قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد، وقوامون عليهن أيضا بالإنفاق عليهن، والكسوة والمسكن وبما خصّهم الله به من العقل والرزانة والصبر والجلد الذي ليس للنساء مثله. وقوله {وَاضْرِبُوهُنَّ} أي إذا لم يَرْتَدِعْن بالموعظة ولا بالهجران، فلكم أن تضربوهن ضربا غير مبرح أي ضربا غير مؤثر ولا يكسر لها عظمًا، فقد حدثنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام قائلا: "لا تَضْرِبوا إماءَ اللهِ". وقد سأل عطاء ابن عباس عن الضرب فقال: قلت لابن عباس: ما الضرب غير المبرّح؟ قال: السواك وشبهه، يضربها به. ما الذي استفاده الحاج إبراهيم أو غيره من ضربه لزوجته سوى خراب البيت، وترك أثر في نفسية زوجته؟!! كان من الممكن أن يستفيد كثيرا لو اتبع هدي الرسول الكريم؛ حيث روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة له قط"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيرا". كلمة أخيرة.. أيها الرجال، النساء كالقوارير فحافظوا عليهن، وأنتِ أيتها الزوجة عليكِ بطاعة زوجك فهذا أصلح لكِ، ولن ينتقص من قدراتك شيئا ولا ينال من كيانك الإنساني.