السلام عليكم.. أنا فتاة مخطوبة بقالي سنتين من شخص كنت أعرفه قبلها، وأنا مترددة أكمل معاه؛ أهله صعبين مش بيفهموا في الذوق وخايفة يبقى زيهم، هو طيب وكريم وبيحبني قوي، بس عصبي ومش بيفهم في الذوق زيهم في حاجات كثير بكتشفها فيه متأخر بتدايقني. أنا ليا خالتي ربنا ما رزقهاش بأولاد، ربنا يديها طولت العمر إن شاء الله، فهي قاليلي من زمان قوي إن أخويا وبنت خالتي هما اللي يورثوها.. فلما خطيبي عرف، قعد يقولي إزاي هي تاكل عليكي حقك، وإشمعنا إنتي.. مع العلم إن إحنا 10 بنات وأخويا ولد بس فينا؛ فهي بتحب أخويا وبنت خالتي دي أكتر.
أنا راضية وعمري ما فكرت ليه خالتي مش هتخليني زيهم.. لقيته هو اللي بيقول وبيتكلم وبيتخانق، أضايقت وخفت، قولت هو ماله دي حاجة مش تخصه، أنا مش فارقة معايا أصلاً دي حاجة عمري ما فكرت فيها، ويقولي المفروض تزعلي منها، أو تقوليلها إشمعنا أخويا وبنت خالتي!!
أنا مضايقة قوي إنه بيفكر كده علي طول، بيقولي هتجوز عليكي لما أتجوز، لو تعبتي ولو تخنتي!! طريقته بتخليني أخاف، أنا خايفة منه قوي ده جواز وعمر خايفة أندم وخايفة أسيبه أندم؛ عشان أنا بحبه واتحدينا الدنيا كلها عشان نتخطب، خايفة يبقى زي باباه ومماته صعبين، وهو بيخاف منهم وبسمع كلامهم.. ياريت رد بسرعة.
rosha8
صديقتي.. في حقيقة الأمر أنا لم أجدك ذكرتي صفة طيبة واحدة في هذا الشخص باستثناء أنك تحبيه، وهذا في حد ذاته مؤشر على وعيك بمساوئه والتي تعتقدين أنه يمكن أن تستحيل معها الحياة ويمكن أن تؤدي إلى طلاق مبكر.
أنا لا أحاول بأي شكل من الأشكال أن أوجه مسار العلاقة إلى الفراق لا قدر الله، ولكن العلاقات الإجتماعية مثل الخطوبة والزواج لا يمكن حسم أمرها بميزان القلب فحسب؛ لأن الله عز وجل كان له حكمته في خلق العقل كما كان له الحكمة في خلق القلب، فالعقل هو رمّانة الميزان التي تضبط اختلال ميزان القلب فتعدله وتضبطه.
ودعينا نستعرض بعض من المساوئ في شخصية هذا الرجل ونحللها بشيء من الهدوء.. أولا لقد تدخل هذا الشخص في أمور يعيبه التدخل فيها مثل مسألة الميراث وغيرها، فكان أولى به كرجل شهم حر نفسه أن ينأى بنفسه عن التدخل في مثل هذه الأمور الأسرية الخاصة جدا، فما له أن يتدخل فيها وهو زوجك فكيف له أن يفعل ذلك وهو ما زال بعده مجرد حبيب.
وهذا التدخل له مؤشر ولا يمكن أن يمر مرور الكرام، لأنه يدل بشكل أو بأخر على شخصية انتهازية تهتم كثيرا للأموال بصرف النظر عن اعتبارات أخرى، وتميل إلى فرض الرأي والتدخل في الشئون الخاصة، وبالتالي كيف سيكون حال عندما تكونا زوجان؟! بالتأكيد سيتسع نطاق السيطرة هذا ويتحول إلى حق مكتسب لأنه وقتها سيتكلم باسم أولاده الذين لم يأتون بعد وسيلعب على نغمة "حق ولادنا فين".
ثم النقيصة الثانية التي ذكرتيها والتي تتعلق بكونه دمية معلقة في سلسلة مفاتيح أبيه وأمه، وموافقته وطاعته على كل ما يقولان أو يأمران دون نقاش أو جدال، وهذه مشكلة أخرى أحيانا ما يستحيل معها الحياة؛ لأنها ستجعل من بيت الزوجية جحيم لا يضاهيه جحيم مثله بحكم التدخلات الصارخة التي ستفرضها والدته على نظام البيت.
كل ما سبق يدعوكي لإعادة النظر في مسألة الارتباط والخطوبة والزواج بهذا الشخص بشكل أكثر عقلانية وليس اعتمادا على حكم القلب فحسب، لأن البيت يؤسس على طوبة من العقل وطوبة من القلب، وإذا اختلت إحدى الطوبتين أنهار المنزل.