قال نشطاء ونقابيون إن أكثر من 2500 شخص شاركوا في مسيرة انطلقت قرب مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، بينما اعترض طريقهم أفراد شرطة مكافحة الشغب؛ في محاولة لمنعهم من الوصول إلى مقر وزارة الداخلية في شارع بورقيبة. واشتبكت الشرطة في وسط العاصمة التونسية مع المحتجّين، الذين حاولوا اقتحام شارع الحبيب بورقيبة، في تحدّ لقرار سابق بحظر التظاهر في الشارع، الذي كان مركز الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وفق ما نشره موقع CNN. وقالت مصادر تونسية إن المسيرة تحوّلت إلى صدامات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين، استعملت خلالها الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة، مما أدى إلى حالات اختناق. ونسبت وكالة الأنباء التونسية إلى حزب "المسار الديمقراطي الاجتماعي" استنكاره في بيان لما قال إنه "اعتداءات وحشية" استهدفت "دون مبرر مواطنين عزل وعديد الصحفيين والحقوقيين والشخصيات الوطنية"، في مظاهرات أمس (الإثنين) بالعاصمة. وندد الحزب بما وصفه "التداخل المفضوح والتنسيق بين رجال الأمن وميليشيات الحزب الحاكم الجديد"، الذين تجندوا لترويع المتظاهرين نساء ورجالا وملاحقتهم في الشوارع وسط العاصمة والاعتداء على حرمتهم الجسدية والمعنوية، حسب البيان. كما أدان حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" ما وصفه ب"الانفلات الغريب وغير المبرر للجهاز الأمني"، مشيرا إلى إقدام قوات هائلة العدد من أعوان الشرطة بمشاركة أشخاص بالزي المدني لا تعرف حقيقة انتمائهم على التصدي بعنف شديد وقمع وحشي لمتظاهرين سلميين واعتقال عدد منهم. ودعا الحزب، رئيس المجلس الوطني التأسيسي لعقد جلسة طارئة وعاجلة للمجلس؛ للتداول حول هذه "الانتهاكات وتجاوز وزير الداخلية لصلاحياته"؛ وفقا لما نقلته الوكالة التونسية. وفي المقابل، قالت وزارة الداخلية التونسية في بيان إن "مجموعات من الأشخاص عمدت إلى خرق قرار منع التظاهر بشارع الحبيب بورقيبة الصادر عن وزارة الداخلية في 28 مارس الماضي، وذلك من خلال محاولة اقتحام الشارع بالقوة". وأوضحت الوزارة أن المتظاهرين لجأوا "إلى استعمال العنف اللفظي والمادي من أجل المرور إلى شارع بورقيبة عنوة، وهو ما اضطر قوات الأمن إلى تفريقهم باستعمال الغاز المسيل للدموع". وأضاف البيان -الذي نقلته الوكالة التونسية- "أن هذه المجموعات قد تفرقت بعدة طرق متفرعة عن الشارع الرئيسي، وواصلت محاولة اقتحامه، وتعمدت مهاجمة الأعوان بالحجارة والمقذوفات الحادة"، مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات أسفرت عن إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف 8 من إطارات وأعوان الأمن والحرس الوطنيين، استوجبت نقلهم جميعا إلى المستشفى، ومنها إصابتان خطيرتان بالوجه والرأس، كما تعرّضت سيارة أمنية إلى حرق جزئي.