أنا محرج من اللي هاقوله بس مضطر ويا ريت حد يقول لي أعمل إيه؟ أنا شاب أبلغ من العمر 19 عاما، ونشأت في أسرة عادية وذات مستوى مادي جيد؛ وأنا أخ لأربع بنات، أبي وأمي يعملان ودائما غير موجودين في حياتنا، ولا أحد يناقش معنا مشكلاتنا ولا يعرفان عنا غير القليل، وأنا لا أنكر فضلهما؛ فظروف الحياة دفعتهما لذلك من غلاء وغيره.
مشكلتي أنني عندما كنت صغيرا اعتدى عليّ قريب لي، واستمر في ذلك فترة امتدت لثلاث سنوات، ولم أعرف لماذا فعل ذلك ولمَ لم يراعِ أنني قريب له بل أقرب مما يتصور أحد ولم يراعِ حتى طفولتي.
أنا لم أقل لأحد هذا الكلام من قبل، ولم أستطع أن أقول ما حدث لي لأبي وأمي، فكيف أقول لهما ذلك ولم أعرف ماذا أفعل وقتها.
مرت سنوات من عمري وهو مستمر في ذلك، ولكن بعد فترة ومن حسن حظي انتقلنا إلى سكن آخر بعيد عن هذا القذر، وبعد ذلك نسيت ما حدث، وقررت أن أطوي الصفحة وأنسى ما حدث وأهتم بدراستي والحمد لله دائما أكون موفقا، فأنا في إحدى كليات القمة، وقد نسيت هذا الموضوع نهائيا.
ولكن جاء يوم لم أكن أتوقعه وهو أن هذا القريب جاء لزيارتنا ومعه ابنه الصغير الذي كان في مثل سني حين اعتدى عليّ، فشعرت بشيء يقول لي يجب أن أنتقم منه وآخذ حقي من ابنه كما فعل معي.
ولكن عندما أردت أن أفعل ذلك لم أستطع؛ فبكاء هذا الصغير منعني، بل بكيت إلى جواره، ولعنت هذا اليوم وندمت على ما كنت أريد أن أفعله.
ماذا أفعل؟؟ أريد حقي وأريد أن أنتقم؛ فطفولتي كلها كانت خوفا وقلقا؛ لماذا أنا؟ ولماذا فعل ذلك معي؟ ولماذا لم أستطع أن أفعل ذلك مع ابنه؟ أنا حائر جدا ولا أعرف ماذا أفعل؟ لا أستطيع أن أنام أحيانا من التفكير.. أرجو الرد علي.
The king moro
صديقي العزيز.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: رسالتك بوجه عام تشير إلى دماثة خلقك؛ فأنت بالرغم من أنك بينك وبين نفسك تشعر بأن تقصيراً ما حدث من الوالدين في الحفاظ عليكما، فإنك تلتمس لهما العذر؛ فأنت تجاهد نفسك، وأكبر دليل على أنك على خلق أنك شرعت في الانتقام من ذلك الحقير بأن تفعل بابنه مثلما فعل بك، لكن الحمد لله أن بكاء الطفل المسكين جعل قلبك يرقّ له فنهاك عن ذلك؛ لأنك كنت ستنتقم من نفسك وليس من ذلك الحقير.
فضميرك اليقظ لم يكن ليتركك تهدأ بنشوة الانتقام، خاصة وأن الانتقام لن يمحو الماضي ولن يطوى صفحته، لذا عليك الآن أن تواجه الطفل المجروح بداخلك وتروضه؛ لأنه غاضب وما زال غاضباً، وهذا أمر متكرر في أمور الاغتصاب؛ نظراً لأن الاغتصاب يمر دون أن يفصح عنه الطفل لأحد، والنتيجة هي الكبت، والكبت يعنى اختزان طاقة الغضب في اللاشعور، لتخرج في أي وقت وربما خرجت في غير موضعها، مثلما كنت تنوي أن توجه هذه الطاقة لهذا الطفل المسكين.
عزيزي اطوِ هذه الصفحة، واحمد الله على ما أنت فيه الآن، وفكّر في مستقبلك وإنهاء دراستك، وادع الله أن يوفقك للارتباط بفتاة متدينة تحبك وترعاك وتنسيك كل ما كان، واعلم أن الله مطلع ولا يغفل، وهذا الذي فعل بك ذلك لن ينجو من عقاب الله، فادع الله أن يثيبك على صبرك وكظم غيظك وأن يبدل طاقة الغضب لطاقة حب وروحانيات.. وفّقك الله.