"كاذب.. كاذب.. كاذب".. بيونوكيو بطل قصة الأطفال الشهير الذي كان أنفه يكشف كذبه؛ حيث يطول أنفه مع كل كذبة، لا أعلم لماذا تذكرت هذه القصة الشهيرة وأنا أُتابع أخبار وحوارات محمد زيدان -لاعب ماينز الألماني- في المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية، وكم كانت كارثية إجاباته في الحوار؛ فاللاعب الدولي الذي طار على مصر بلده ليوقف حملة الانتقادات الشديدة عليه، بعد أن كشف عن كنية ما في رأسه الذي أصبح وبكل تأكيد ليس مصريا، وتعالوا معنا لنثبت نظريتنا بالدلائل والقرائن. ففي الوقت الذي انتهى فيه زيدان من الدفاع عن نفسه ضد انتقادات الجماهير الألمانية وظهر على قناتي "سبورت 1" و"زي دي أف" الألمانيتين، انبرى للدفاع عن نفسه ضد منتقديه في القاهرة. زيدان قال إن الكل فهمه خطأ عندما احتفل بهدفه مع ماينز ورقص واتنطط، وأكّد وقتها أن الوقت لم يُسعفه للتعبير عن حزنه، بل إنه كان سيطلب الوقوف دقيقة حدادا على ضحايا الحادث، وكذب اللاعب لأن بايرن ميونخ وقف فعلا دقيقة حدادا، بل وارتدى شارة سوداء، ورفع عَلَم مصر أيضا، ولم يفعل ذلك ابن النيل زيدان. وبالرغم من أن زيدان أحرز هدفا ثانيا؛ فإن هذا لم يحدث بل واتنطط واحتفل ب"بزازات" ابنه، ورقص على جثث الضحايا بلا وعي. وبسؤاله عن تقبيله يد الرئيس السابق عندما كان عائدا مع المنتخب حاملا كأس الأمم الإفريقية من أنجولا؛ قال إنه وقتها كان مبارك رئيس مصر وأبا لكل المصريين لذلك كان الأمر هكذا، الغريب أن زيدان الذي اعتبر مبارك أبا انقلب عليه في لحظة. وعن عدم سفره لبورسعيد مدينته ومسقط رأسه ما دام أنه عاد لمصر؛ أوضح أن زيارته لمدة 24 ساعة فقط، وأنه مشغول جدا، وأن بوصلته القادمة عند عودته لمصر ستكون زيارة بورسعيد المحاصرة "ابقى قابلني". وبسؤاله عن تعبيرات الفرح عقب إحراز الأهداف وعدم تقديره لأحزان أُسر الشهداء، ردّ بأن هذا كلام فارغ، وبدون أي مصداقية ومش مشكلة الأنف يطول متر أو مترين، المهم أن يظلّ كما هو وسط الأضواء حتى ولو بالكذب. الغريب أن كل ما مرّ "كوم" وما فعله الدولي المصري أمام فريقه السابق بروسيا دورتموند عقب إحرازه أحد الأهداف "كوم تاني خاااااااالص"؛ فزيزو الذي خرج شبه مطرودا وغير مرغوب فيه من جنة يورجن كلوب المدير الفني لدورتموند، وانتقل لماينز بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من العودة لمصر وإنهاء مسيرته الاحترافية أو الانتقال للخليج، أحرز هدف التقدّم لفريقه الألماني الحالي أمام فريقه السابق، لكنه لم يحرّك ساكنا أو يتحرك من مكانه أو يشير إلى أي علامة للفرحة بإحرازه هدفا قد يكون الأغلى بالنسبة له، من حيث عودة الكرامة له والثقة، وجعلهم يندمون على تركه والتفريط فيه، لكن الخواجة المصري راعى شعور جماهير ناديه السابق ورفض الاحتفال تقديرا لهم، وهو ما يعني أن الكابتن يعي جيدا ما يفعله، ويدرك متى يظهر الفرحة ومتى يكتمها احتراما لمشاعر الآخر.. المهم أن يكون الآخر ذلك هو الألمان وليس المصريين، وهم وما صرح به قبل المباراة. هذا هو زيدان الذي يقبّل أرض ألمانيا ويدوس على أرض مصر.