السلام عليكم.. بجد أنا باتعذب وعايزة رأيكم في أسرع وقت.. أنا بحب شخص جدا بقالي معاه أكتر من سنة ونص؛ بس هو ظروفه صعبة جدا، وأهلي مش موافقين عليه، ولسه قدامه مشوار طويل، أنا بحبه جدا، وهو أول حب في حياتي؛ رغم إننا بقالنا فترة بنتخانق كتير جدا ولأتفه الأسباب، بس مش دي المشكلة. المشكلة إني أنا متقدم لي عريس وأهلي موافقين عليه وبيضغطوا عليّ، هو في نفس سن حبيبي تقريبا؛ بس طبعا جاهز، وإمكانياته أحسن بكتير، كل الناس اللي حواليّ أصحابي وقرايبي اللي عارفين قصة حبي بيحاولوا يقنعوني بالعريس، وإن أنا مش هاقدر أستنى حبيبي الفترة دي كلها، وإن أنا هاحس بده متأخر، ومافيش حاجة اسمها حب؛ بس أنا هاموت مش عارفة أعمل إيه؟!!
أنا بحبه وكمان مش هاين عليّ العشرة، إحنا كنا قريبين من بعض جدا، وخايفة أوافق على العريس ماقدرش أحبه، وأفضل طول عمري ندمانة على حبيبي وأظلمه معايا وهو مالهوش ذنب، وأهلي ضاغطين عليّ جامد.. أعمل إيه بجد باتعذب؟!!
ghazal
صديقتنا.. "بحبه وكمان مش هاين عليّ العشرة"، "خايفة أوافق على العريس ماقدرش أحبه وأفضل طول عمري ندمانة".
هذه هي كلماتك التي تكشف عن شخصيتك ونفسك ومشاعرك.
أنا لا أنكر ما أنتِ فيه من علاقة عاطفية مع زميلك؛ التي إن لم تكن نابعة من حب مجرد؛ فقد صنعتها طول العشرة والتعود.
لكن الانطلاق من مبدأ مش "هاين عليّ" و"خايفة أندم" يعيقنا عن المضي قدما في أي شيء من المستقبل.
وسأضرب لك مثالين على ضوئهما تستطيعين تحديد طريقك؛ الأول: مؤلفو الروايات والقصص والأعمال التلفزيونية يكتبون الكثير من الصفحات والمشاهد وغيرها؛ لكن في وقت التمحيص؛ فإنهم يحذفون أضعاف ما يعرضونه للجمهور؛ لأنه هذا المعروض هو وحده المستحق للعرض، والذي يكفل لهم النجاح، ولو أن كل واحد منهم "استخسر" الورق والمشاهد المكتوبة والإبداع والوقت والأفكار والتعب المهدر؛ فإما أن يظهر العمل تافها ساقطا فاشلا يؤذن بسقوط صاحبه، وإما ألا يظهر على الإطلاق.
المثال الثاني: وهو المتبع في المشروعات التجارية؛ فكل من يبدأ مشروعا فإنه لا يكون متأكدا من نجاحه وربحه مائة في المائة، ولا يضمن تقلبات الزمان، ولو أن كل واحد خاف من الإقدام لخوفه من الفشل؛ فلن تقوم حياة ولن تكون.
والأمر بالمثل في المشروعات الحياتية؛ علينا أن لا نبخل على تجاربنا، ولا أن نضحي بسعادتنا لبخلنا من تكرار التجربة لمجرد خوف الفشل، فلعلك تضيعين المئات من الفرص الممتازة بسبب تفكيرك ذلك.
صديقتي.. عليك أولا أن تتخلصي من تفكيرك السلبي هذا؛ وأن تعلمي أن الحياة تجارب، وليس كل تجربة مضمونة النجاح ولا ناجحة مائة بالمائة؛ ويكفي من التجارب الفاشلة ظاهريا أنها تعلنا كيف نصنع تجارب ناجحة.
فإذا وصلت لذلك المستوى من التفكير؛ فانظري إلى حالك فأنتِ أدرى به وأعلم؛ فإن كان زميلك تبدو له أمارات المستقبل بوضع خطوات محددة ومعلومة؛ كأن يكون لديه مسكن أو على وشك استلامه له رصيد يسمح له بإيجاده، ويرسم خطة لعمله، وكنت تستطيعين انتظاره مع ضغوط من حولك؛ فانتظريه وقاومي كل شيء.
أما إن كنت لا تستطيعين الانتظار، أو أن زميلك غير محدد لمعالم مستقبله القريبة؛ فالأجدر بك أن تدعي فرصة لغيره بأن يتقدم ويثبت لك حبه كما فعل ذاك الأول.