السلام عليكم ..أنا عندي مشكلة وأتمنى حضرتك تفيدني فيها.. أنا كنت خاطب واحدة محترمة جدا، وإنسانة على خلق، وبنت ناس محترمين؛ بس شكيت في بعض الأشياء عند الاتصال بها في وقت متأخر أجد أنها تتكلم في التليفون.. المهم راقبت تليفونها بطريقة ما، ووجدت أنها على علاقة بشخص ما وبتكلمه ليل نهار، وبتبعت له رسايل، وهو كمان، وبعتت له صور ليها وهي بلبس البيت من الموبايل، وبتحكي له كله حاجة حتى لو جت لها الدورة الشهرية، وأسرار بيتها وأسرتها بطريقة مريبة. وهو بعت صورته ليها، وعند مواجهتها وإخبار أهلها قالت إنه صديق ليها، ومافيش حاجة بينهم غير صداقة بريئة، وبتحكي له كل حاجة عنها لمجرد الصداقة، وهي لا تحبه ولم تخبرني أبدا بشيء عنه طيلة خطوبتنا لمدة خمسة أشهر؛ مع إنها حلفت أكثر من مرة لي إنها مابتكلمش حد غيري، وأخبرت أهلها وقاموا بضربها، وقالت إنها ماكانش قصدها تعمل حاجة غلط، وإنها بتحبني وماتقدرش تعيش من غيري، واعترفت بغلطها وعمرها ما هتعمل كده تاني، وتكلمني ليل نهار، وتقول لي: "ماتسبنيش ومش هاقدر أعيش من غيرك.. وسامحني"، وأهلها قالوا لي: "سامحها وهي عمرها ما هتعمل كده تاني"، أنا بصراحة مش عارف أعمل إيه!!
sherif
من الواضح في رسالتك أن ارتباطك بخطيبتك كان ارتباطا تقليديا، ولم يكن بينكما أي ارتباط أو صداقة قبل الخطوبة، كما أنني أشعر أيضا أن سنكما صغير بعض الشيء.
كما أنني أشعر أنك ميّال عاطفيا لها وأنك تحبها، وإلا ما كان من الممكن أن تتردد بشأن قرار أن تتركها بعد أن عرفت بكل ما فعلته.
ولا أخفي عليك صديقي العزيز أنني تفاجئت عندما وجدتك في آخر الرسالة متردد، وتسألنا عما يجب عليك فعله؛ لأن أي أحد غيرك ما كان ليتردد لحظة في أن يتركها بعد أن يعرف ما عرفته، ولكني أقدر لك هذا جدا؛ لأن أي إنسان منا يمكن أن يخطئ.
ولكن بالنسبة لقرار الاستمرار في تلك العلاقة أو إنهائها، فالأمر كله يعود إليك أولا وأخيرا، ولا تنسى أن الزواج ليس بالشيء السهل، فهو ارتباط عميق بامرأة من المفترض أنها ستكون أما لأولادك فيما بعد.
لذا لا بد أن تفكر جيدا قبل أن تخطو أي خطوة، ودوري أنا هنا ليس أن أتخذ لك قرارك؛ ولكن أن أوضح لك بعض الأمور التي قد تكون غائبة عنك، أو غير واضحة لك وسط تلك الدوامة التي تعيش فيها الآن.
تقول إن تلك الفتاة كذبت عليك وخدعتك ولم تخبرك بأي شيء عن علاقتها بذلك الشخص الذي تقول عليه صديقها، كما أنك من خلال مراقبتك لتليفونها -كما تقول- وجدت أن صداقتهما لم تكن مجرد صداقة بين اثنين يتكلمون فيها عن مشكلاتهم؛ ولكنها وصلت للكلام في أدق التفاصيل.
فهل يمكنك أن تنسى كل هذا وأن تبدأ معها صفحة جديدة تماما، أم أنك ستحتاج من فترة لأخرى أن تعود لمراقبة تليفونها علشان تتأكد إن كل حاجة تمام؟!!
وهل ستكون حياتك معها بعد ذلك عبارة عن تجسس ومراقبة، أم أنك ستعيش معها حياة عادية يملؤها الثقة؟؟!
صديقي العزيز.. من الممكن أن تكون خطيبتك قد ندمت وتابت عما فعلته، فمن منا بلا خطيئة؛ ولكن المشكلة الآن ستكون فيك أنت، وفي قدرتك على تجاوز تلك الذكرى، والتعامل مع الأمر على أنه لم يكن.
هل ستستطيع فعل ذلك؟!
لو كانت إجابتك نعم، ونعم بعد تفكير عميق؛ فلا يوجد مشكلة أن تكمل معها، وأن تبدءا صفحة جديدة؛ ولكن وقتها لا بد أن تتكلما سويا حتى تتوصلا للقصور الذي كان في علاقتكما، والذي أدى بها إلى أن ترتبط بهذا الشاب الآخر.
أما لو كانت إجابتك هي لا، فالأفضل أن تبتعد عنها لتريح نفسك من عذاب الشك، وتريحها هي من عذاب غيرتك التي ستحيطها بها كلما تصرفت أي تصرف.
وفي النهاية لا بد أن تستخير الله، وأن تطلب منه أن يوفقك لما فيه خيره ورضاه، وأن يهديك للطريق الصحيح.