"هو وهي".. خرج أحدهما من ضلع الآخر، فهم في الأصل شريكان في طريق مالهوش آخر، ولكنهما رغم كل ما سلف لا يكفان عن التناحر.. ناقر ونقير.. ثنائي بحق مفزع وخطير. "هو وهي".. طرفا المعادلة الثنائية، معادلة لا حل لها، وإجابتها دائما غير منطقية، وشعارهما دائما: "نعم للخناق ولا للاتفاق"!!
عشان كده قررنا نطرح حلول لمشاكلهم المستعصية، حتى تصبح الحياة مية مية، كل أسبوع مشكلة وحلها بكل وضوح، من غير ما "هي" كرامتها تتهان، ولا "هو" يحس إنه مجروح.
****************************************** اقتربت عقارب الساعة من الخامسة مساء.. والجو أصبح ملبدا بالغيوم وريهام ما زالت تنظر من شرفة غرفتها في انتظار منظر غروب الشمس.. وفجأة رنّ تليفونها المحمول بأغنية إليسا: "خد بالك عليا دي مش معاملة تعاملني بيها وابقى أفتكر ليّ أيام تعبت عشانك فيها"، المخصصى لحبيبها.. ضغطت ريهام بقسوة على الزر الأخضر قائلة بقسوة: "أفندم"!!
تماسكت وردّت بثبات: بصراحة أنا ماكنتش هاتكلم بس بصراحة مش قادرة أخبي أكتر من كده، لازم تعرف أن أنا عمري ما حسيت معاك إن ليّ رأي، وإني من غيرك ولا حاجة، ولا أعرف أمشي خطوة واحدة من غيرك، وكأنك صاحب الفضل إن أنا لسه عايشة في الدنيا لحد دلوقتي.. دايماً رأيك هو اللي بيمشي، وأنتَ اللي بتقرر نروح فين ونيجي منين، وأنتَ اللي بتحدد التوقيت اللي ممكن نتقابل فيه، حتى لو ظروفي ماسمحتش... نفسي أحس إني باشاركك في أي حاجة، أنا مش شايفة إني ليّ أي دور خالص..
أقولك أسمع أغنية إليسا: "خد بالك عليّ دي مش معاملة تعاملني بيها وأبقى أفتكر ليّ أيام تعبت عشانك فيها.. يا ريتك بس تفهمني وماتستهونش بواحدة تبقى مجروحة ومابتبينش.. دي الواحدة قد ما تضحي وتستحمل أول ما بتفكر تنسى ما بتستأذنش.. كان في حاجات نقصاك وأنا كمّلتها.. وحاجات كتير مش حلوة فيك جمّلتها.. أنا فرصة لو ضيعتها هتزعل عليها.
وقبل ما تقفل السماعة قالت: أعتقد دلوقتي فهمت أنا عايزة أقول لك إيه!!
أنا والنجوم وهواك عاد من عمله منهكاً رافضاً حتى أن يأكل من يد ست الكل.. ومفضلاً أن يجلس بغرفته يشكو لجدرانها قسوة الحبيب.. امتدت يده على الراديو الصغير وأدار المحرك على نجوم FM ليسمع صوت أسامة منير الدافئ قائلاً: "النهارده هنتكلم عن الحب وسطوة الحب بين الطرفين".
رفع السماعة وضغط على الأزرار وبأعجوبة شديدة وجد الخط غير مشغول وأسامة بيرد عليه وبيقول: معانا اتصال ونقول آلو...
ردّ وكأنه أمام لجنة امتحان الثانوية: أيوه يا أسامة ودون مقدمات دخل في الموضوع.. رغم إني مش بحب حد في الدنيا زيها، بس هي مش مقدّرة المجهود اللي باعمله علشانها، ودايماً محسساني إنها المُضحية في سبيل سعادتنا، وكمان جاية على نفسها باستمرار وعلى سعادتها.. وفي كل لقاء يجمعنا أو تليفون بينا... لازم أسمع كيف ضحّت بزهرة أيام عمرها وكيف تنازلت عن كل وأقل حقوقها من أجل ذلك البني آدم.. اللي هو أنا يعني، رغم إني باحاول إني أوضّح لها كل ظروفي وإن كل اللي أنا باعمله ده علشان خاطرها، إلا إنها على طول عايشة في دور الشهيدة، وكتير بحاول أشركها معايا، وأحاول أكون لطيف معاها.
قاطعه "أسامة".. صديقي العزيز أنا حاسس بيك وعارف أنتَ بتتعذب قد إيه.. ويا ريت تعمل زي ما المطرب محمد فؤاد بيقول: "وأنتَ جنبي باحس إني ملكت كل الكون واللي فيه أوصف إيه اللي في عيونك صعب أتكلم عليه.. ده أنتَ قلبك لو ماحسش بيّ يبقى حرام عليه حرام عليه".. للحب مقادير.. وللسيطرة أشكال كتير بالذوق والحنية هتعيشوا عيشة هنية للسيطرة وعدم التعاون في الحب أشكال وأنماط كتييييير.. نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر أنه مثلاً فيه ناس كتيييييير أوي بتحب تحس إنها الكل × الكل، وأن الأمور تقف لو هي ماصدقتش على الأمور، وده بيرجع لإحساسها الدائم بإنها القائد والموجه -أنا المديييييييييييير- وده ساعات كتير بيؤدي لاختناق أي علاقة.. لأن الطرف الآخر بيشعر بمنتهى الاستهتار به وبقيمته وإنه ولا حاجة.. وده بيكون شعور في منتهى القسوة على الطرف الآخر..
خد من ده كتيييير؛ عندك مثلاً: السيطرة على الحبيب في إبداء الرأي "أنا كلمتي ماتنزلش الأرض أبداً.. (حنفي)".. وكمان في الكلام مع الآخرين "أنا مش عايز أشوفك بتكلمي أي حد في الدنيا غيري".. ويا سلام بقى في الفلوس: "هو أنا مش لسه مأكلك درة مشوي ومشربك حمص الشتا اللي فات"! ولا أنتِ غاوية بعزقة فلوس وخلاص... وبالنسبة للأكل: "أنا عايزك تاكلي نونو نونو علشان ماتتخنيش".. في اختيار الملابس "أنتِ لازم تلبسي اللي أنا هاختارهولك".. وفي التفكير "سيبك من كل اللى بيقولوه واسمعيني أنا بس".. وإلخ إلخ إلخ.
يمكن يكون من أكثر وأكبر المشاكل بين أي اثنين أن يكون أحدهما مسيطرا على الآخر.. وده كتير يؤدي لطريق الفشل أيوه الفشل.. ودلوقتي بعد ما استعرضنا بعض أشكال السيطرة اللي ممكن تقابل أي واحد مننا.. لا بد أن يكون هناك حل.
مقادير التعاون × الحب على طريقة الشيفات ممكن إنك تحضّر أو تحضّري نفسك كويس، وتلبسوا مريلة الحب والزعبوط الأبيض الطويل. المقادير: يمكن المقادير اللي هتستخدموها غالباً هتكون ثابتة مثل: إعطاء فرصة للرأي الآخر. تعلّم آداب المشورة والتحدث مع الآخر. احترام الآخر. المشاركة في الأفراح والأحزان. جرام واحد جرأة. طنّ ثقة بالنفس. كوكتيل من الكرامة وعزة النفس والكبرياء. كيلو جرام من التفاهم. وحوالي 50 كوباية احترام لرأي الآخر. ومافيش مانع من معلقتين تنازل من أجل استكمال المسيرة. تعالوا نروح لطريقة التحضير..
س: القفة أم ودنين يشيلوها كام؟! ج: كانت جدتي رحمها الله تكرر لي "الأوفة" -مش أنا طبعاً، قصدها الأوفة بتاعة زمان- اللي ليها ودنين ولازم يشيلها اتنين، أهو الحب كده برضه أوووووفة كبيرة وبودنين، فلازم اللي يشيلها الاتنين.. الحب تعاون بين الطرفين، وتفاهم يسير في اتجاه المصلحة العامة، يعني لازم كل واحد فينا، مايكونش همه مصلحته ونفسه وبس.. لأ طبعاً لازم يكون فيه رأي آخر ومشاورة بين الطرفين.. لازم نعوّد نفسنا مرة نيجي على نفسنا ومرة نمشّي رأينا... ما هي الحياة مش بمبي على طول، وإلا هنبقى بنخدع نفسنا، لكن ده مش معناه إن أنت أو أنتي اللي تستبد برأيك دايماً.. وإن القرار النهائي لازم يكون خارج منك.. لأ لأ لأ الكلام ده عفا عليه الزمن خاصةً بعد "سعاد حسني" ما قالت (البنت زي الولد ومش كمالة عدد).
نكمّل طريقة التحضير.. لازم نتفق أنه لا سيطرة في الحب، وإنما الشيء المحتوم والمشروع هو التعاون.. وزي ما قالوا في فيلم "همام في أمستردام": "إيد لوحدها ماتسقفش طير بجناح مكسور مايطيرش".. إحنا كمان بنقول لكم إن أي حد لا يقدر على صنع المعجزات ومواجهة تحديات الحياة بمفرده، ولكن بالتعاون والاندماج، تستطيع الصمود ومواصلة الحياة.
دلوقتي نقدر نقول بالهنا والشفا بس اوعى تنسى..
ولازم نعرف إننا في مركب واحدة في عرض البحر، وإن حتماً ولا بد أن ترسو هذه المركب على بر -اللي هو (الزواج)- لذا المركب لا بد لها من قبطانين أو ريّسين وفي الحالة دي.. هتتأكد إن المركب اللى ليها ريًّسين بت... بتمشي.
ولّا أنتم رأيكم إيه يا ترى.. المركب هتمشي ولّا...؟!!