بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. أهلا ومرحبا بكم في موقعكم "بص وطل".. نجيب عن أسئلتكم التي ترد إلينا.. ومنها: هل هناك حد معين للسماح ببناء المساجد والكنائس؟ المساجد والكنائس هي من بيوت الله سبحانه وتعالى؛ ولذلك فهي تبنى للحاجة إليها، أما بالنسبة للإسلام فإن الله سبحانه وتعالى قد فرض علينا خمس صلوات في اليوم والليلة؛ ولذلك فإن المسلم قد سُنّت له صلاة الجماعة سنة مؤكدة، يريد أن يذهب إلى الصلوات في هذه المساجد فهو في حاجة إليها كل يوم، وفي اليوم خمس مرات على الأقل، والمدرسة والمحكمة والمناسبة كانت تتم في المسجد؛ فالمسجد ليس دارا للعبادة فقط؛ بل هو أيضا للتعليم وللحكم بين الناس، وللتكافل الاجتماعي، وللدعوة إلى الله، ولفكّ الخصومات، ويقوم بوظائف كثيرة؛ ولذلك يحتاج إليه المسلمون، ولذلك تجد المساجد كثيرة جدا؛ لأنها يُحتاج إليها كل يوم، ولها وظائف متعددة لا تقتصر على قضية العبادة فقط. والكنائس كذلك هي دور من دور العبادة، ويقول ليث بن سعد إن كل كنائس مصر في عصره (وكان في القرن الثاني الهجري) حادثة في الإسلام، أي بعد دخول الإسلام؛ لأن الرومان كانوا يعاكسون أهل مصر في مذهبهم وفي بناء كنائسهم؛ حتى إن عمرو بن العاص لما دخل مصر كان الأب بنيامين هاربا من الطغيان الروماني الذي كان يتتبع المسيحيين ويضطهدهم ويقتلهم ويعذبهم، في تاريخ طويل أسود للرومان وللاحتلال مصر، فلما دخل المسلمون تركوهم وما يعبدون، وتركوهم يبنون كنائسهم.
والحاجة لبناء الكنائس تختلف من زمن إلى زمن، ففي زمن تقتصر فيه الكنيسة على العبادة، وفي زمن آخر قد تنضمّ إليه قضية التثقيف والتعليم، وقد يُضم إلى ذلك شيء من التكافل الاجتماعي، وشيء المناسبات: كالتهنئة، والتعزية... وغيرهما من المناسبات، وطبقا لاحتياجات المسيحيين ينبغي أن تبنى الكنائس. ولا ينبغي أن نبني بنايات سواء في الكنائس أو المساجد ثم نتركها دون استعمال، دون أن تقوم بوظائفها؛ فإن هذا فيه من إثبات الحالة أكثر مما فيه من القيام بالوظائف التي نحتاج إليها. نريد أن نبني شيئا ننتفع به فعلا، وفي أوروبا كثير من الكنائس تحوّلت إلى مساجد ومعابد ومحال تجارية بعد ذلك.. لماذا؟ لأنهم لم يستطعوا أن يخدموها، ولم تقم بالوظائف التي أُنشِئت من أجلها، ولا نريد أن نصل لهذا؛ نبني بنيانا على أنه بيت من بيوت الله ثم يتحول بعد ذلك إلى شيء آخر لا يقوم بوظيفته. وأهل مصر من مسلمين ومسيحيين على ديانة، ويريدون أن يعبدوا الله سبحانه وتعالى؛ ولذلك ينبغي علينا أن نترك الناس لِمَا يدينون. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: