وليد حسن قرر المستشار أحمد رفعت -رئيس محكمة جنايات القاهرة التي تنظر قضية قتل الثوار المتهم فيها مبارك وآخرون- تأجيل النظر في القضية لجلسة بعد غد (الخميس)؛ لاستكمال سماع مرافعة دفاع المتهم الثاني حبيب العادلي -وزير الداخلية الأسبق- حول أحداث جمعة الغضب.
وقد استمعت المحكمة اليوم إلى الجزء الثاني من مرافعة عصام البطاوي -دفاع العادلي- حيث قال إن الاجتماع الذي عُقد يوم 27 يناير بين العادلي ومساعديه تم فيه مناقشة ما دار بين قيادات الإخوان المسلمين وأمن الدولة بشأن مشاركة الإخوان رمزيًا في مظاهرات 28 يناير.
وأضاف أن قيادات الإخوان كانت تتعامل مع أمن الدولة وبينهم مصالح مشتركة وتنسيق في الأمور، ولكن قيادات أمن الدولة قالت في الاجتماع إنهم لا يأمنون للإخوان؛ لأنه من الممكن أن يخالفوا اتفاقهم وينزلوا بأعداد كبيرة في تظاهرات 28 يناير. وأضاف البطاوي قائلاً: "هذا هو ما تم بالفعل؛ حيث اعترضت أجهزة الأمن أوتوبيسات تقل أعضاء الإخوان بأعداد كبيرة إلى الميادين، وصدر قرار باعتقال بعض قياداتهم.
وأوضح البطاوي أنه خلال وجوده في سجن طره، قال له أحد الضباط إن هناك أحد قياديي الإخوان المعتقلين قال له بعد دخوله المعتقل: "يا ابني ماتبهدلنيش أنا كلها ساعات وهاخرج".
كما أشار البطاوي في مرافعته إلى أن عمر سليمان أخبر مبارك بأن هناك تجمعات كبيرة ودعوات لتظاهرات يوم 25 يناير أثناء لقائه به في شرم الشيخ، فقال له مبارك اجتمع بوزير الدفاع ووزير الداخلية وشوفوا هتعملوا إيه؟" وبناء عليه عقد الاجتماع في القرية الذكية، وفوّض الجميع حبيب العادلي باتخاذ أي قرار يراه في صالح الأمن العام.
كما استعرض البطاوي أجزاء من شهادات قيادات الداخلية ليثبت أنه لم تصدر أي قرارات بإطلاق الرصاص على المتظاهرين أو خروج أسلحة.
واصل عصام البطاوي -محامي العادلي- مرافعته، وأحضر جهاز عرض "بروجكتور" لعرض الأسطوانات المدمجة، والمشاهد التي قال عنها في جلسة الأمس وسمحت له المحكمة بذلك، وبدأ العرض في تمام العاشرة لمجموعة من المشاهد التي تم كتابة تعليقات على كل لقطة فيها، وكان البطاوي يعلّق على عرض هذه المشاهد؛ لمحاولة توضيح أن المتظاهرين هم من بدأوا بالاعتداء على قوات الأمن، وأن قوات الأمن كانت تحاول الهرب في جميع الجهات. وللمرة الأولى يتحرك العادلي ومساعدوه في القفص ويقتربوا من قضبانه الحديدية الأمامية؛ لمتابعة ما يُعرض، وظلوا كذلك حتى انتهى عرض الأسطوانة، وخلال فترة العرض سيطرت حالة من الغضب الشديد على المدعين بالحق المدني للدفاع عن أسر الشهداء، واتهموا البطاوي بالتزوير والكذب.