التقى الدكتور محمد مرسي -رئيس حزب الحرية والعدالة- اليوم (الأربعاء) بوليام بيرنز -مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية- بمقر الحزب بمنيل الروضة. وبدأ النقاش بين الجانبين بتهنئة المسئول الأمريكي للحزب على ما حصده من مقاعد بمجلس الشعب؛ معربا عن ترحيب بلاده بنتائج الانتخابات البرلمانية التي شهدتها مصر، واحترام واشنطن لخيار الشعب المصري. وأشاد المسؤل الأمريكي -وفقا لبيان لحزب الحرية والعدالة تلقى "بص وطل" نسخة منه- بنزاهة الانتخابات المصرية؛ مؤكدا أنها تميزت بحرية الاختيار. وأكد بيرنز استعداد الولاياتالمتحدةالأمريكية لدعم مصر اقتصاديا لتجاوز الأزمة الراهنة التي تعانيها الآن؛ مؤكدا أهمية مصر ودورها الرائد في المنطقة، وما يمكن أن تلعبه من تأثير إيجابي في مختلف القضايا المطروحة. وأشار بيرنز إلى أن زيارته تهدف في الأساس إلى الاطلاع على وجهة نظر حزب الحرية والعدالة فيما يتعلق بالناحية الاقتصادية والمشهد السياسي بشكل عام في مصر وفي المنطقة. وأعرب بيرنز عن اهتمام الرئيس الأمريكي أوباما بالبرامج الاقتصادية للأحزاب؛ مشيرا إلى حرصه على دعم هذه البرامج؛ مطالبا في الوقت نفسه السلطات المصرية بالتعاون مع مؤسسات المال الدولية؛ وخاصة صندوق النقد الدولي، والاستفادة من التجربة التركية في هذا الشأن. من جانبه، رحّب مرسي ببيرنز وبالسفيرة الأمريكية آن باترسون؛ مؤكدا أن حزب الحرية والعدالة يؤمن بأهمية التوافق بين مختلف القوى السياسية والحزبية للعبور بمصر إلى مربع الأمان والتغيير الذي بحث عنه الشارع المصري خلال ثورة 25 يناير. وأوضح مرسي أن الانتخابات التي شهدتها مصر مؤخرا قد عبّرت عن قدرة الشعب المصري على صناعة التغيير، وأن هذه المشاركة الكبيرة للشعب في مراحل الانتخابات الثلاث ترجمت اختيار الشعب للطريق الديمقراطي باعتباره بداية التغيير والتنمية والاستقرار في مصر؛ خاصة أن الشعب المصري لم يشهد انتخابات حقيقية تتمتع بالنزاهة ويُشرف عليها القضاء كما حدث في هذه الانتخابات. وأشار مرسي إلى أن هناك اتفاقا بين كل القوى السياسية على الأبواب الأربعة الأولى للدستور المتعلقة بالحريات وحقوق المواطنة؛ في حين أن الباب الخامس المتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية والنظام السياسي ووضع القوات المسلحة هو الذي يحتاج إلى مراجعة، وأن الحزب يرى أن النظام الرئاسي البرلماني المختلط هو الأمثل لمصر في هذه المرحلة الانتقالية. وطالب مرسي الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تعيد حساباتها وتغير سياساتها مع الشعوب بما يتواكب مع ربيع الثورات العربية، وأن يكون موقفها من القضايا العربية والإسلامية إيجابيا؛ لأن انحياز الإدارات الأمريكية في الماضي ضد القضايا العربية لم يكن في صالحها؛ مشيرا إلى أن الحزب مقتنع بأهمية العلاقات المصرية الأمريكية التي يجب أن تقوم على التوزان بين الطرفين. وفيما يتعلق بالدعوة الأمريكية للتعاون مع المؤسسات المالية الدولية، أشار مرسي إلى أن مصر بها موارد وإمكانيات كبيرة، وأن استقرار الأوضاع السياسية سيساعد على خلق مناخات جاذبة للاستثمار باعتبار أن الاستقرار السياسي مقدمة للنمو الاقتصادي؛ موضحا أن مصر لديها بنية اقتصادية تساعد القطاع الخاص على النهضة؛ ولكن الأوضاع السياسية غير المستقرة لا تحفز المستثمرين في هذه المرحلة الانتقالية. وأكد مرسى أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الإدارة الأمريكية لحل الأزمة الفلسطينية ووقف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني؛ نظرا لما تمثله هذه القضية من أهمية كبري للشعب المصري، "وفي القلب منه" حزب الحرية والعدالة، كما دعا الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحا تجاه القتل الممنهج ضد الشعب السوري. وقد حضر اللقاء من حزب الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان نائب رئيس الحزب، والدكتور أسامة ياسين الأمين العام المساعد، ومن الجانب الأمريكي آن باترسون سفيرة أمريكا بالقاهرة، والطاقم المساعد لوليام بيرنز.