السعادة الغامرة.. والفرحة الطائرة.. والبهجة الواسعة التي عاشها الجمهور الأحمر بل والمصري على اختلاف ألوانه خطفها الغراب وطار. على خلاف المتوقَّع؛ قدّم لاعبو الأهلي أداءً رائعا أمام فريق بايرن ميونيخ الألماني؛ خاصة في الشوط الثاني الذي كان الأهلي أكثر ندّا للفريق البافاري، ورغم أن أرقام الشوط الأول كانت تقريبا متعادلة؛ حيث كانت نسبة الاستحواذ 52% للبايرن و 48% لصالح الأهلي؛ فإن الشوط الثاني كان رائعا؛ حيث فاجأ لاعبو القلعة الحمراء أنفسهم قبل أن يُفاجِئوا الجماهير، بل والجهاز الفني للأهلي نفسه؛ خاصة أن التوقّعات قبل المباراة كانت منصبّة لصالح البطل الألماني بايرن ميونيخ ليحقق فوزا كبيرا على الأهلي ليس بأقل من ثلاثة أهداف على الأقل، وعاد ذلك إلى قاعدة البيانات التي سبقت اللقاء الودي العالمي بين بطل إفريقيا وبطل أوروبا؛ حيث فاز البايرن قبل أيام على السيلية القطري 13/ صفر، بينما الأهلي كان مستواه متراجعا ومتذبذبا، ولو تذكّرنا أداء الأهلي أمام المقاصة والإسماعيلي، سنتأكّد أن أداء الأحمر كان في تراجع بعيدا عن مستواه أمام طلائع الجيش الذي كان خارج نطاق الخدمة باعتراف مديره الفني فاروق جعفر. الأهلي خاض المباراة مدعّما بسلاح هو الأروع لم يأتِ به البايرن، وهو الجماهير العاشقة لتراب الوطن، فما بالك بالأهلي معشوق العقول الكروية بنجومه الدوليين، هزّ الجمهور المصري العاشق مدرجات استاد الريان القطري، فبثّوا في شرايين اللاعبين وعروقهم إنزيم الشجاعة والتألّق والمساواة مع البطل الألماني الرهيب بنجومه: بوتين، وروبين، وأوليتش، وشتفنشيجر، ومولر... وحتى ريبري الفرنسي الرهيب الذي لم يلعب. تقبّل الكل المستوى الذي قدّمه الأهلي في الشوط الأول رغم أنه خرج متأخرا بهدف بتوقيع "عسكري" النيران الصديقة أحمد السيد الذي وقف "مشلول" في مرمى الأهلي، وبدلا من أن يخرج رأسية أوليتش فعل الأسهل والمعتاد له وأودعها الشباك، ليضيع مجهود زملائه المحترم في هذا الشوط. وفي الشوط الثاني توقّع الكل أن تستقبل شباك شريف إكرامي هدفين أو ثلاثة آخرين، مع توقّع انهيار اللياقة البدنية للأهلي الذي لعب بالأزرق، لصالح البايرن الأحمر، ولكن العفريت الأزرق قلب كل التوقّعات، وفعل كل ما لم يكن متصوّرا؛ فصال وجال الزئبقي محمد بركات، متغلّبا على عمالقة البايرن، كما أن نزول أبو تريكة أشعل الحماس بين اللاعبين؛ فأحرز بركات هدفا رائعا رسم به الفرحة وأطلق مَدافع السعادة وأشعل شماريخ الابتهاج، وتوالت الأمور على هذا المنوال في تألّق وفرحة من الكل، ومع إطالة حكم اللقاء الوقت المحتسب بدل الضائع، ورضا مشجّعي الأهلي بالتعادل الذي أصاب الألمان في مقتل، إلا أن الأخطاء التي أصبح الأهلي معتادا عليها، جاءت هذه المرة من خطأ فادح لشريف إكرامي ليخرج الفريق خاسرا بهدفين مقابل هدف واحد، ليلقي بالتراب على التورتة. "قول للزمان ارجع يا زمان".. صحيح الحلو ما يكملش!!