السلام عليكم.. أنا بجد بيعجبني ردودكم أوي على المشكلات اللي بتتبعت هنا. أنا عندي 17 سنة وساكنة في منطقة شعبية بس مستوانا المادي كويس جدا بس أصحابي كلهم ساكنين في مناطق تانية مش شعبية ماليش أي أصحاب من المكان اللي ساكنة فيه يمكن علشان مش معاهم في مدارس أو مافيش فرصة إني أعرفهم. المشكلة بقى إني دايما باخرج مع أصحابي، ولما باروح معاهم في أي مكان مثلا النادي في ناس أنا ماعرفهمش بيقعدوا يضايقوني أوي بالمنطقة اللي عايشة فيها، أنا كل ما أقول مش هاشغل بالي بس من جوايا بابقى متضايقة وباقول هما ليه بيعملوا كده؟ بس أصحابي عمرهم ما علّقوا على المكان اللي ساكنة فيه. أنا من كتر ما باتضايق قررت إني مش هاخرج مع أصحابي تاني، وبعد كده رجعت وقلت وأنا ليه أبعد عن أصحابي وهم أصحابي من وأنا في الحضانة تقريبا. أنا عارفة إنها مشكلة تافهة بس بتضايقني أوي، وآسفة إني طوّلت عليكم. katkota صديقتي الحبيبة.. تذكّرت وأنا أقرأ رسالتك الفيلم العربي "أحلى الأوقات" وما يتحدث عنه هذا الفيلم عن فرق الطبقات الاجتماعية ورؤية أصحاب الطبقات الفقيرة لمن يسكنون المناطق الراقية، حينما قالت الفنانة منة شلبي لحنان ترك إن المشاهير أنفسهم كانوا من مناطق شعبية؛ حتى تريها إن من يسكنون المناطق الشعبية ليس بالضرورة أن يكونوا من قاع المجتمع أو من هم أدنى العقليات؛ وانطلاقا من هذا المفهوم: دعيني أسألك سؤالا مهما جدا وإن علمتِ إجابته حللت مشكلتك بكل بساطة ألا وهو متى كانت قيمة الإنسان في شكله أو في مظهره أو في محل سكنه أو... كل هذا يا عزيزتي مظاهر فارغة لا تنبع إلا من ذوي النفوس الضعيفة الذين يهتمون بالشكل ولا يهتمون بالجوهر. قيمة الإنسان الحقيقية تكمن في أخلاقه وطبائعه العظيمة.. قيمة الإنسان في علمه وعقله الواعي المتحضر.. قيمة الإنسان في تمسكه بمبادئه ودينه. عزيزتي إليك التالي: أولا: لا تهتمي لهؤلاء الذين يرون أنك من منطقة شعبية؛ ولكن اهتمي برأيك أنتِ، وما ترينه في نفسك يستحق منك أن يصبح أعلى شأنا من تلك الأفكار التي يحيطونك بها. ثانيا: ثقي في نفسك ولو قليلا، وتصرفي على طبيعتك ما دام أنك من ذوي الأخلاق الكريمة، وهذا ما لا يتمتع به أحيانا ساكنو المناطق الراقية. ثالثا: حينما يوجّه أحدهم إليكِ تلك الأقاويل التي تقلل من شأنك فيمكنك أن تفعلي التالي؛ إما أن تتجاهلي كلامهم لأنه لا يساوي عندك شيء، أو أن تردي عليهم بأنهم إن كانوا يرونك كذلك فإنهم ليسوا بحاجة لأن يعرفوكِ أو تكون لكِ علاقة بهم مرة أخرى ما دام أنكِ لستِ الصديقة المناسبة، وكلّ ما عليكِ فعله أن تشطبيهم من تاريخ حياتك دون ندم ولو للحظات على فقدانهم، وعليكِ أن تصبحي لنفسك كالسماء يتمنى الكل أن يصل لها ولا تكوني كالأرض التي تسمح للآخرين أن يدوسوا عليها. رابعا والأهم: افتخري بمنطقتك التي أخرجت إنسانة مثلك، وأخبريهم بأن هناك مناطق أرقى منها؛ ولكن لم تخرج مثلك الكثير، وأن المرء بتربيته وليس بمنطقته. وأخيرا دعيني أخبرك بأن احترامك لنفسك وأخلاقك كفيل بأن تجعل من حولك يحترمونك أنت ما زلت في بداية حياتك، فلا تجعلي هذه المسألة البسيطة تعوق مسيرتك فما زالت الحياة تحمل الكثير، وما أنتِ فيه ليس نهاية الكون، فما زال القدر يحمل لكِ الكثير فقط تمني الأفضل واسعي إليه، فما لك إلا المستقبل، ولا تهتمي بالماضي حتى إن كان يحمل أصدقاء الطفولة ما داموا لن يكونوا عونا لك في المستقبل. لو عايز تفضفض لنا دوس هنا