أنا كنت بحب فتاة بشدة، واستمر الحب ده 3 سنوات، وبعدها تقدمت لخطبتها فوافق والدها ورفضتني هي دون أي سبب. بِعدْت عنها وتزوجت، والآن عندي ولد، وبقالي سنتين متزوج، وأنا غير مرتاح مع زوجتي؛ برغم إنها إنسانة كويسة.. واتصلت بحبيبتي السابقة، وعُدْت لها وكأني طفل صغير، مش متخيل إني أقدر أتخلى عنها.. وزوجتي عرفت ومش عارف أعمل إيه. elhadad صديقنا.. هناك شطر من شعر أبي نواس يقول: "وداوني بالتي كانت هي الداء".. ويقصد بها الشاعر هنا الخمر؛ فالشاعر يعلم ما للخمر من أضرار جلَبتها له وستجلبها عليه إن استمر في شربها؛ لكنه يتلذذ بهذا الضرر وهذا العذاب. أتعلم لماذا يعشق شارب الخمر أو متعاطي المخدرات الإدمان؟ لأنه غير قادر على أن يقود نفسه، لا يستطيع أن يجد لنفسه حياة صحيحة يقودها ويخطط لها، ويعجز عن تحمل المسئولية، وغير قادر على لعب دور الرجولة وأن يكون مقنعا لنفسه قبل أن يكون مقنعا لغيره؛ فيهرب من هذا كله إلى الخمر التي تصور له كل ذلك. وقديما عندما صدر قانون إلغاء العبودية في أوروبا أعتق السادة عبيدهم ليعيشوا حياة الحرية والكرامة؛ لكن العبيد عادوا إليهم بعد فترة؛ لأنهم لم يستطيعوا أن يعيشوا كبشر كاملي الأهلية، وطالبوا برجوعهم ليكونوا عبيدا. أتعلم أن الحيوانات المستأنسة والداجنة أمثال الحمير والدجاج وغيرها تعود إلى بيوت وحظائر مربيها حتى لو فُتحت لهم طريق الهرب؛ عكس الذئاب والأسود والحيوانات البرية؟ لأن ذاك النوع الأول من الحيوانات لا يعلم كيف يعيش ويقود نفسه؛ فيريد من الآخرين أن يقودوه؛ وإن هضموا حقه ودمروا حريته وذبحوا أبناءه وذويه واستعبدوهم. اعذرني أنني بدأت معك بهذه القسوة؛ لكن كان يجب أن أهزّك هزة قوية أمام نفسك لترى ما أنت مُقدم عليه.. فبعد أن تلعب بك فتاة -ولا تزال- ثم تضع نفسك تحت قدميها، وتدمر بيتا آخر إما لم تستطع اختياره وبناءه بشكل صحيح، أو أنك لم تستطع الحفاظ عليه.. فأعتقد يا صديقي أن ما لديك هو عجز عن إدارة البيت، ولعب دور الرجولة والقيادة، وأنك تتعذر أمام نفسك بأعذار واهية تفتح لك الطريق لتهرب من نفسك ومن مواجهتك معها. صديقي تذكر أنك إن عجزت عن إدارة حياتك الحالية فأنت لا شك ستعجز عن إدارة حياتك القادمة مع تلك الفتاة حلالا كانت أو حراما؛ إن قبِلتْ هي أن تُكمل معك حياتك ولم تكن اتخذتك تسلية جديدة تُمضي بها حياتها؛ في الوقت الذي تضعف فيه أنت حتى عن أن تُلقِيَها من ذهنك. صديقي.. إن كنت كامل الأهلية بحق وجديرا بأن تكون إنسانا ورجلا بمعنى الكلمة؛ فأنت جدير بقيمة تصنع حياتك وسعادتك وأن تديرهما بالشكل الصحيح، وانفض عنك هذه الترهات الفارغة التي يتلذذ بها السفهاء.. أما إن كنت مستعبدا صغيرا أمام الناس وأمام نفسك؛ فارجع إلى من استعبدوك، واطلب منهم أن يعيدوك إلى ما كنت عليه من الهوان.