أنا في عذاب منذ طفولتي حتى الآن.. صدقوني كلمة صحيحة مش مبالغة.. أنا حياتي كلها عذاب.. أرجو الردّ أريد حلاً لهذا الموضوع. منذ صغري وأنا وحيد، وُلدت في إحدى البلدان وحيداً مع أختين بنتين أكبر مني، وُلدت وحيداً بعيداً عن حنان الأب والأم والأخوات، مش معنى كده إن الأب كان قاسي؛ بالعكس حنون جداً؛ بس مشاكل الحياة كانت واخداه مني جداً، ما افتكرش إنه لعب معايا مرة. المهم.. ابتديت ألجأ لأي صديق أتخذه أخ في حياتي؛ أي فرد عاوز يتقرب مني نكون أصحاب يا ريت.. أنا وحيد مسجون في الدنيا، وبعدين أعرف بعد كده إنه صاحبني لغرض إنه يكلم واحدة من إخواتي، وأنا أعرف وعادي أكمّل معاه الصداقة، وكنت في الثالث الابتدئي. لما كبرت فهمت وعرفت القيم والمعايير، والغيرة بدأت تبان وأغضب وأثور جداً؛ بس للأسف متأخر لما أشوف الناس اللي كانوا بيعرفوني عشان إخواتي أغضب وأخجل من نفسي.. مع العلم إن أنا كنت في العاشرة من العمر، وابتديت أفهم في سن الخامسة عشر. وعشان أهرب من الإحساس أو نظرات الناس ليّ القاتلة سيبت مصر خالص عشان أهرب من الإحساس ده؛ بس للأسف حتى بره مصر قابلت من الناس اللي كانت عارفة حاجة زي كده عن طفولتي. مع العلم إن إخواتي اتجوزوا الحمد لله؛ بس الموضوع ده لسه تاعبني جداً. a.m.m صديقي العزيز.. نعم أنت صديقي وصديق كل أعضاء "بص وطل".. لأن الصديق يا صدقي هو من ترتاح له حين تشكو له همك، وتجد عنده الحب والحنان والرغبة الصادقة في مساعدتك وإرشادك إلى الطريق الصحيح ونحسب أننا نفعل ذلك. ألمس معاناتك يا صديقي وأشعر بما في قلبك.. وأحس بكل المشاعر الكامنة خلف كلماتك.. وعموماً ليس عليك أن تخجل من نفسك، ولا أن تشعر بالخزي لدرجة أن تسافر إلى الخارج؛ فأنت ليس عليك لوم ولست مخطئاً؛ فما كان يحدث كان منذ كنت صغيراً أولاً، وتفتقد الموجّه في ظل انشغال الأب والأم ثانياً، ولم يحدث ما يسيء إلى أخواتك ثالثاً.. فيبدو أن تربيتكم الصالحة وفطركم السليمة كانت قوية لصدّ التكالبات الشرسة عليكم من وحوش البشر. انسَ ما فات يا صديقنا؛ فليس إلا ماضياً ولا تفكّر فيه على أنه يمثل شخصيتك؛ فأنت أكبر الآن وأعقل، وما كان كان مناسباً فقط لمرحلة مضت وانتهت؛ فلا تُكثر التفكير فيها. ولكن هذا لا يمنعني أن أقول لك إن عليك جزءاً من الخطأ.. نعم أنت تتحمل جزءاً كبيراً مما جرى بحقك من "استغلال" لا صداقة.. أصحابك الذين خانوك واستغلوا طيبتك كان عليك أنت أن تفكر جيداً في علاقتك بهم منذ البداية.. كان يجب عليك أن تُحسن اختيار الصديق الحقيقي.. لا أن تفتح قلبك ببراءة وطيبة لكل من يبتسم في وجهك. مشكلتك أنك تفتقد الصديق، وتُخدع في صداقاتك، ويبدو أن هذا بسبب تعطشك الزائد لصديق، بسبب ما تعانيه من وحدة تقول إنها قاتلة.. والسبب الآخر أنك تبحث في المكان الخطأ. الوحدة يا صديقي شيء نحن من نقرره، وبإمكانك أن تغيّر واقعك ومفردات حياتك وتصنع لنفسك يوماً فعالاً تملؤه بالنشاط والحركة؛ فلا تشعر بأنك وحيد؛ ولكن هذا لن يحلّ محل الصديق؛ فالصديق للإنسان عامل مهم من عوامل الاستقرار والصحة النفسية. ولذلك لا بد أن تبحث بجوار اهتمامك -بجوانب حياتك الأخرى- عن صديق حقيقي يساعدك وتساعده ويجعل لحياتك معنى أعمق. هناك دائماً خير، وهناك دائماً قلوب طيّبة وأصدقاء كرماء أوفياء يعرفون قيمة الصداقة ويقدرونها مثلك تماماً، ابحث عن هؤلاء.. ابحث عن رجل يقف معك إذا احتجته.. يصدُقك النصيحة.. يواجهك بعيوبك ويطلب منك أن تُعامله بالمثل.. هؤلاء موجودون يا صديقي وبكثرة ولكنك لا تراهم.. فقط ابحث عنهم وستجدهم.. ونحن هنا في بص وطل نسعد بأن نكون أصدقاءك نشاركك أفراحك وأحزانك ونُفيدك وتفيدنا ولا يبخل أي منا على الآخر بالنصيحة.. فمرحباً بك صديقاً عزيزاً جداً علينا جميعاً.