شكرا لأنكم الموقع الوحيد اللي بيسمع مش بس مشاكل الشباب لا ومشاكل الناس اللي عدوا مرحلة الشباب. أنا بنت عندي 20 سنة باختصار والدتي توفيت من شهرين والحمد لله على كل شيء مش قادرة أقول لكم قد إيه حياتي متلخبطة، ومع ذلك باتكلم وباضحك مع الناس وكله. مفروض إني نسيت أو متماسكة لدرجة كبيرة بس بمجرد ما أدخل البيت باحس إن قلبي بيخرج مني من كتر حزني وإني بقيت وحيدة أوي وخاصة إني كنت أقرب حد لأمي بس المشكلة مش في كده لأني عارفة إن ما حدش هيلومني في حزني على أمي، المشكلة إني مش لاقية حد جنبي، نفسي ألاقي صاحبة أقول لها على مشاعري وأفضفض معاها بجد كله علاقات على الطاير يا زمايل جامعة يا زمايل كورسات إنما صداقة حقيقية بجد مافيش. ولأني ما دورتش على حب لأني مؤمنة إن ده كمان نصيب وله وقته بس فعلا هاموت من إحساسي إني قربت أشحت الصداقة الحقيقية.. أنا قفلت على نفسي جدا وما بقيتش أتكلم زي الأول لأني حاسة إن مافيش فايدة بس والله لسه عندي أمل إني ألاقي واحدة بس على الأقل تبقى أنتيمي وصاحبتي وما تبيعنيش عند أقرب مصلحة. M بالطبع، ولتتمسكي بهذا الأمل، ولا تتخلي عنه مهما كان، مهما ساءت الظروف، مهما تغير البشر، مهما تنحّت علاقات الصداقة لتحل محلها علاقات المصلحة، مهما تخلّى عنك الأقربون ستجدين دائما من يقف بجوارك كي تكون هي صديقتك التي تعينك على أحزانك وتشاركك في أفراحك وتسمع أنّاتك وتكفكف دموعك. أعرف كم هو قاسٍ شعور أن تفقدي أما كانت لك هي الحياة بكل ما فيها، كانت لك هي الأم الحنون وهي الصديق الوفي، وهي المستمع المخلص، وهي حلّال المشاكل مهما استعصت، وهي الحازمة في بعض الأوقات عندما يتطلب الأمر وهي وهي.... وعندما ذهبت... اكتشفت أنه لم يكن في حياتك غيرها. رحم الله والدتك وأسكنها فسيح جناته وأنس مجلسها هناك حتى تلتقيا في جنة واحدة سويا، ولكن ما أطلبه منك الآن أن تحاولي أن تخرجي من هذا العالم الحزين ولا تتركي الحزن كي يطبع بكفيه على قلبك فيصبح قلبا حزينا لا يعرف سوى الألم وبحيث لا تعتاد أذنك سوى على كلمات المواساة ولا ينطق لسانك سوى بكلمات الحزن والأسى ولا تتكلم عيناك سوى لغة الدموع. حاولي أن تستعيدي شخصيتك المرحة المبتسمة المقبلة على الحياة، فالحزن الدائم لن يعيد من ذهب؛ لأنه لم يذهب بل هو في حفظ الله في انتظار يوم لقاء الأحبة، أما حياتك الآن فيجب أن تعيشيها وألا يكون كل دوافعك في البحث عن صديقة هو أن تكون مجرد وعاء لأحزانك فحسب؛ لأن هذا إنما هو جزء من معنى الصداقة التي هي أشمل وأسمى من ذلك. لماذا تطرقتُ لهذه النقطة؟ تطرقت إليها لأنكِ عندما تنظرين للحياة هذه النظرة.. وقتها فقط ستجدين الصديقة المخلصة التي تقف بجوارك في كل لحظاتك الإنسانية بفرحها وحزنها بدموعها وابتساماتها وكل ما عليك فعله بخلاف ما طلبته أعلاه هو أن توسعي من دائرة معارفك بشكل أكبر وبالتأكيد ستجدين بينها الصديق الوفي الذي تبحثين عنه.