أحرز فريق السد القطري المركز الثالث والميدالية البرونزية بكأس العالم للأندية باليابان، بعد فوزه على كاشيوا الياباني 5 /3 بضربات الجزاء الترجيحية اليوم (الأحد) على استاد يوكوهاما الدولي في مباراة تحديد المركز الثالث. وانتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي، بعدما تقمّص الحارس محمد صقر دور البطولة في فريق السد، وأنقذ مرماه من عدة أهداف محققة قبل أن يتألّق مجددا ويتصدّى لضربة الجزاء الرابعة للفريق الياباني؛ وذلك بحسب تقرير وكالة الأنباء الألمانية. وعادل السد إنجاز الأهلي -صاحب أفضل إنجاز للفرق العربية في تاريخ مونديال الأندية- حيث نجح خلال مشاركته الثانية عام 2006 في الفوز بالمركز الثالث في البطولة. ورغم البداية الجيدة له والفوز على الترجي التونسي بهدفين مقابل هدف في الدور الثاني للبطولة، لم يُحالف الحظ فريق السد في الخطوة التالية؛ حيث أوقعته القرعة في مواجهة أفضل فريق في العالم وهو برشلونة الإسباني ليخسر الفريق برباعية نظيفة. وفي المقابل، استهلّ كاشيوا ريسول الياباني مسيرته في البطولة بالفوز بهدفين دون رد على أوكلاند النيوزيلندي -بطل اتحاد أوقيانوسية- ثم أطاح بفريق مونتيري المكسيكي -بطل اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي)- عبر ضربات الترجيح، لكنه اصطدم في المربع الذهبي بفريق آخر مرشح بقوة لإحراز اللقب، وهو سانتوس البرازيلي ليخسر أمام بطل أمريكا الجنوبية بثلاثة أهداف مقابل هدف. وعلى مدار البطولات الثماني التي أُقيمت حتى الآن، كانت للفرق العربية بصمة جيدة في هذه البطولات وتواجد مستمرّ منذ البطولة الأولى وحتى البطولة الحالية. وكانت البداية عن طريق النصر السعودي والرجاء البيضاوي المغربي في عام 2000 بالبرازيل. وعندما عادت البطولة لتقام بين أبطال القارات الستة بدلا من الاقتصار على بطلَي أوروبا وأمريكا، مثّل الكرة العربية فريقا الأهلي واتحاد جدة السعودي في عام 2005، ثم واصل الأهلي مشاركته في بطولتي 2006 و 2008، بينما كانت المشاركة من نصيب النجم الساحلي في عام 2007؛ حيث أقيمت البطولة باليابان من 2005 إلى 2008. وفي العامين الماضيين، انتقلت البطولة إلى أبو ظبي بالإمارات لتحافظ الفرق العربية على تواجدها في المونديال العالمي من خلال فريقَي أهلي دبي الإماراتي عام 2009 والوحدة الإماراتي عام 2010؛ بصفتهما ممثلَين للدولة المضيفة رغم عدم فوز أي فريق عربي بلقب آسيا أو إفريقيا. بدأت المباراة بمحاولات هجومية من جانب كاشيوا؛ أملا في تسجيل هدف مبكر يُشعل به حماس الجماهير المحتشدة. وسيطر فريق كاشيوا على مجريات اللعب في الدقائق العشرة الأولى التي شهدت فرصة محققة عن طريق كوكي مايزونو الذي سدّد كرة قوية مرّت بالكاد بجوار القائم الأيمن لمرمى محمد صقر. وبعد مرور الدقائق العشرة الأولى بدأ السد يتخلّى عن تراجعه وتكتله الدفاعي، وحصل خلفان إبراهيم خلفان على ضربة حرة مباشرة على حدود منظقة الجزاء، سددها الجزائري نذير بالحاج، ولكن الحارس الياباني تاكانوري سوجينو كان له بالمرصاد. وسقط محمد صقر بعد التحامه بمهاجم كاشيوا، ليتوقّف اللعب قبل تدخل الجهاز الطبي للسد لعلاج الحارس. وكاد جونايا تاناكا أن يفتتح التسجيل للفريق الياباني في الدقيقة 18 من تسديدة صاروخية من على حدود منطقة الجزاء، ولكن القائم الأيسر تصدّى له. وتدخّل محمد صقر لينقذ مرماه من هدف مؤكد في الدقيقة 25؛ إثر تصويبة لا تصدّ ولا تردّ من تاناكا. وأهدر السنغالي مامادو نيانج أخطر فرصة للسد في الدقيقة 28 من تسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء تصدّى لها حارس كاشيوا بصعوبة شديدة. وأطلق المهاجم الإيفواري عبد القادر كيتا كرة قوية أخرجها سوجينو بأطراف أصابعه إلى ضربة ركنية. وسدّد هيدياكي كيتاجيما ضربة رأسية من أمام المرمى مباشرة، ولكن صقر أخرجها بصعوبة إلى ضربة ركنية. وسيطر فريق كاشيوا على الدقائق الخمسة الأخيرة من الشوط الأول، ولكن دون أن ينجح في هز الشباك ليطلق الحكم صافرته معلنا نهاية نصف المباراة الأول بتعادل الفريقين سلبيا. وكان كاشيوا هو الطرف الأفضل أيضا في الدقائق الأولى من الشوط الثاني؛ حيث كثّف الفريق من ضغطه الهجومي مستغلا تراجع لاعبي السد للدفاع. وواصل محمد صقر الدفاع ببسالة عن مرمى الفريق القطري، وأنقذ مرماه من هدقين محققين في الدقائق العشرة الأولى، عن طريق تاناكا وهيدياكي كيتاجيما. ولم يظهر فريق السد تماما طوال الربع الساعة الأولى من الشوط الثاني في الوقت الذي تصرّف لاعبو كاشيوا كما يحلى لهم أمام مرمى محمد صقر، ولكن التسرّع في إنهاء الهجمات حال دون تسجيلهم هدف التقدم. وأهدر نينانج فرصة تسجيل هدف الفوز القاتل للسد قبل خمس دقائق على نهاية المباراة، بعدما انفرد بالمرمى إثر تمريرة رائعة من نذير بالحاج، ولكن المدافع الياباني وضع قدمه أثناء التسديدة لترتطم الكرة بالعارضة وتخرج إلى ضربة ركنية. وحال صقر دون أن ينجح كاشيوا في تسجيل هدف خاطف من تسديدة بعيدة المدى عن طريق رويهي هاياشي في الدقيقة الأخيرة من المباراة.