إمبارح بعت القطة مشمشة؛ لأني ماينفعش أهتم بيها علشان شغلي لغاية الساعة 4 أرجو ألا تعدّوني تافهة؛ فالمشكلة ليست مشكلة قطة أو كلب، المشكلة بداخلي أنا التي أفتقد للحنان، وأشعر أغلب الوقت أن أحضاني باردة جدا، أمي كانت دايما بتقول إن الحب مش بالبوس والدلع والأحضان لكن بالاهتمام، هو ده صحيح بس كانت على طول بتتحرج تحسسني إنها بتحبني ومابتعرفش تعبّر عن حبها لي، نادر لما كانت تقبّلني أو تاخدني في حضنها أما والدي اللي كنت متربية في حضنه فأصبح بيتحاشى حتي يلمسني بعد ما كبرت، ما عدا مثلا لما بيرجع من السفر ببوسة، بس أنا حبيت مشمشة أوي علشان كانت حنينة جدا، كانت بتلحسني بلسانها وتحضني. بس المشكلة مش في وجودها من عدمه المشكلة جوايا أنا، المشكلة في إني أنا كمان طلعت زي أمي ماباعرفش أعبّر عن حبي لحد، ماباعرفش أقول لصحابي إني بحبهم أو أحضنهم لما أشتاق لهم، بس مشمشة كانت بتعرف تعمل ده كويس.. يا ريت كنت أقدر أخلّيها. omniagad
لن أقول عنك تافهة أبدًا يا صديقتي العزيزة.. لأني أشعر بكِ وأشعر بما تعانينه وأفهمه جيدًا، ولكن أرجو من جميع القراء الذين سوف يقرؤون المشكلة والرد أن يتفهموا مشكلتك وما سأقوله لكِ.
أرى أنكِ قد بحثتِ بشكل غريزي عن مصدر آخر لتعويض الحب والحنان الذي تفتقدينه، فأنتِ الفتاة الصغيرة التي لم تجد يومًا حضنا دافئا من أمها، ولم تشعر عندما كبرت بحنان أبيها الذي يخشى أن يلمسها!!
يمكنني أن أقول لكِ إنني أيضًا من عشاق القطط والحيوانات الأليفة، ولم أفطن لسر عشقي وولعي بها إلا مؤخرًا، عندما واجهني أحد الأصدقاء بسؤال غريب كنت على وشك البكاء وأنا أجيب عنه.
فقد فاجأني سائلًا: لماذا كل هذا الحنان على الحيوانات؟ ألديك مشكلة ما في الحنان؟ أأنت تفتقدينه في حياتك لذلك تعوضينه مع الحيوانات وخاصة القطط؟
بقدر ما صدمني السؤال بقدر ما فهمت لماذا أحب القطط والحيوانات.. فأنا مثلك صديقتي مفتقدة للحنان والاحتواء، وليس من الآن بل منذ الصغر!!
نعم فأنا أيضًا لا أتذكّر متى قامت أمي بمنحي الأحضان والقبل منذ الصغر، وكذلك أبي ليس هو هذا الأب الذي يغدق على أبنائه الأحضان والمشاعر، ولكن الحق يقال فأمي وأبي يحبونني أنا وأخوتي حبا لا يوصف.. وليس معنى أنهم لم يمنحونا الأحضان والقبل أنهم لم يحبونا أو يهتموا بنا أو بمشاعرنا.. بل بالعكس فهم قد قاموا بدورهم على أكمل وجه ولم يقصّروا تجاهنا أبدًا، لا من حيث الاهتمام المادي ولا المعنوي.
كل ما أريده هو أن ألفت انتباهك هنا يا صديقتي العزيزة إلى ما قد يكون قد غاب عنك، وهو ألا تفكري فقط في السلبيات حتى لا تغضمي عينيك عن الإيجابيات، فلم لا تحاولين أنتِ أن تقتربي من والدك أو والدتك وتتحدثين معهما في كل ما يضايقك ويبعدك عنهما، فهم يحبونكِ وأنتِ تعلمين هذا، لذلك تحدثي مع أمك وأخبريها بأنكِ تحتاجين إلى حضنها.
أعلم أن هذه الخطوة صعبة جدًا إذا فكرتِ فيها، ولكن بالنسبة لتنفيذها فلن يكون مستحيلا أبدًا، لذلك توكلي على الله وابدئي أنتِ بإذابة الجليد بينك وبين والداك، وبإذن الله ستكون النتيجة رائعة.