إخلاص حلمى عاشقة القطط: عشرتنا عمرها 30 سنة و«عمرى ما اشتريت قط أو بعته»

30 عاماً كاملة أو نصف عمرها أمضته السيدة «إخلاص حلمى» فى تربية القطط، وعلى مدى هذه السنوات سخّرت وقتها وإمكانياتها لرعاية هذه الحيوانات الوديعة..
تشعر فى العيش والتعامل معها بمتعة حقيقية تنسيها آلام الوحدة التى أصابتها بعد وفاة زوجها، حتى أصبحت القطط بالنسبة لها بمثابة أولادها الذين لم تنجبهم، خاصة بعد أن نسجت معها علاقة حميمية وصحبة من نوع خاص تثير الدهشة والاستغراب.
التقيناها فى عوامتها على النيل بمنطقة العجوزة، حيث تقيم مع قططها التى يتجاوز عددها نحو 50 قطاً وقطة.
■ كيف بدأت معك هواية تربية القطط؟
- أثناء إقامتى فى شقتى فى حى الزمالك قبل انتقالى لعوامتى التى أسكن بها حاليا سمعت مواء قطة فى «منور» العمارة، وعندما سألت البواب عن قصة هذه القطة أخبرنى أن أصحابها استغنوا عنها بعد إصابتها بكسر فى رجلها بعد محاولتها القفز من نافذة إحدى الشقق.. كانت قطة من نوع «سيامى» وجميلة وهادئة، فقررت أن أعالجها عند طبيب بيطرى، وأربيها بنفسى وبمرور الوقت أحببت هواية اقتناء القطط وتربيتها.
■ ما أشهر الأصناف التى تقتنينها؟
- لدى حوالى 50 قطاً منهما 30 إناثاً و20 ذكوراً من معظم الأصناف مثل السيامى والشيرازى والبلدى والبورمى.
■ وما سمات كل نوع؟
- القط البورمى ودود وحنون، والبلدى خفيف الظل ويحب اللهو ومداعبة صاحبه، أما البلدى، خصوصا أصحاب اللون الأسود فهو أكثر شراسة والشيرازى يتميز بالذكاء والإخلاص أما السيامى فيتميز بالألفة والوداعة والهدوء.
■ من أين تحصلين على هذه القطط؟
- معظم هذه القطط كنت أجدها ملقاة فى الشارع أثناء ذهابى للتسوق، ولا أتردد فى التقاطها وأخذها معى إلى العوامة لتربيتها مع بقية القطط وأحيانا أخرى أعثر على بعض الصغار فى صناديق الزبالة فى الشوارع، كما يحضر لى أصدقائى بعض القطط لعدم احتياجهم إليها أو مللهم منها.
■ هل يعنى ذلك أنك لا تشترين أى قطط؟
- أنا لا أشترى أو أبيع أى قط أو قطة، لأن ذلك اعتبره حراما، فالله لم يخلق هذه الكائنات للتجارة والاستغلال من أجل الحصول على المال.
■ وكيف تقومين بإطعامها؟
- أقدم للقطط فضلات وهياكل الفراخ يومياً، وأقوم بوضعها فى الماء مع بعض الخضراوات مثل الجزر والكوسة فى شوربة تضاف إليها بعض قطع الخبز البلدى لتكون مثل «الفتة»، وهى وجبة شهية ومحببة للقطط كما أشترى نوعا من الأطعمة المستوردة.
■ هل تفهمين لغة القطط؟
- القط يصدر أصواتا وإشارات وروائح تعتبر وسائل اتصال مع من حوله من بشر أو حيوانات أخرى، وعلى سبيل المثال يعبر المواء عن الاهتمام أو الجوع أو الوحدة أما «الكركرة» فتعبر عن الرضا والقناعة والمرض، ورفع الذيل عبارة عن تحية من القط للأشخاص، أما القط الغاضب أو الخائف فيلوح بذيله، ويفرد أذنيه ويتجنب النظر المباشر فى العيون.
ومن خلال خبرتى فى تربية القطط اكتشفت أن لديها حواساً ربانية تدرك بها ما يدور حولها.
■ هل استطاعت هذه القطط أن تؤنس وحدتك التى تشعرين بها بعد وفاة زوجك وعدم إنجاب أولاد؟
- لا أشعر بوحدة إطلاقا فى ظل وجود هذه القطط التى ملأت علىَّ حياتى وعوضتنى عن كل شىء، ويصعب أن أفرط فيها، فقد تولدت ألفة بينها وبينى على أساس التفاهم والحب، حتى صارت مصدر سعادتى وراحتى النفسية واعتبرتها بمثابة أسرتى وأولادى الذين لم أنجبهم، وحمدت الله أنه لم يرزقنى بذرية لأن مشاكل الأبناء كثيرة، خصوصا فى هذا الزمن الصعب.
■ وأى هذه القطط الأقرب إليك؟
- كانت لدى قطة أطلقت عليها اسم «أنيسة» نوعها بلدى وماتت قبل عدة سنوات، وكنت قد عثرت عليها بعد أيام من ولادتها ملقاة على الأرض أمام مسرح البالون، وخشيت أن أتركها فتدهسها السيارات.. حملتها معى وقمت بتربيتها وفى لمسة حانية قامت قطة «سيامى» كنت أربيها بإرضاعها حتى كبرت.
■ البعض يحذر من تربية القطط، لأنها تسبب الحساسية وتنقل بعض الأمراض الخطيرة للإنسان.. ما تعليقك؟
- «ده كلام فاضى».. لأن مرض القطط موجود لدى كل الناس، والقطط لا تسبب الحساسية، والدليل أننى أربيها منذ أكثر من ثلاثين عاماً ولم أصب بأى مكروه.
■ ألم تجدى صعوبة فى تربية هذا الكم الكبير من القطط؟
- تفاديا لزيادة أعداد القطط.. قمت بتحديد النسل من خلال إخصاء الذكور وإعطاء الإناث حقن منع الحمل تحت الجلد كل 6 أشهر، لأن القطط تتميز بكثرة المواليد إذ تضع الأنثى من 3 إلى 10 مواليد فى المرة الواحدة وفترة الخصوبة لديها تتراوح بين 3 و4 مرات فى السنة، وحينما تطلب القطط الزواج لا يستطيع أحد كبح جماحها.
■ وماذا عن المفارقات الطريفة التى تعرضت لها مع القطط؟
استقبال القطط لى عندما أعود من السفر أنا وزوجى، وتلك الحفاوة البالغة التى ربما لا نجدها من الأهل أو الأصدقاء وتظل «تموء» فترة طويلة تعبيرا عن سعادتها وسرورها بعودتنا وأذكر أيضا أننى مرضت قبل عدة سنوات وأجريت عملية جراحية ولاحظت عليهم التأثر الشديد وعندما عدت من المستشفى فرحوا كثيراً وأحاطوا بى من كل جانب وأنا طريحة الفراش.