قرّر المسئولون في كوريا الجنوبية بداية تجربة أمنية فريدة من نوعها تعتمد بصورة كلية على الإنسان الآلي، إذ أعلنوا عن نيتهم الاستعانة بوحدات متقدمة من الإنسان الآلي (الروبوتات)؛ لعمل دوريات ليلية لمراقبة السجون من الداخل، وهي الوحدات التي تم إنتاجها وفق برنامج حكومي متخصص، ضمن سياسة عامة للاستفادة من التقنيات المتطورة للإنسان الآلي التي تتمتع بها كوريا الجنوبية حاليا، والتي جعلتها الدولة الأولى عالميا في هذا المجال. وحسب التقارير الإعلامية الكورية؛ فإن الروبوتات صُمّمت للسير في ردهات وعنابر السجون؛ بغرض رصد أي سلوكيات عنيفة أو غريبة يقوم بها المساجين، وهو ما أكده البروفيسور "لي بوك شول" من جامعة Kyonggi -المشرفة على المشروع الأمني المتطور- الذي أوضح أيضا أن الروبوتات تمّت برمجتها بصورة معقدة لتراقب مختلف الأنشطة داخل السجون سواء أثناء حركتها في الدورية، أو عبر شاشات المراقبة أيضا، مع قدرة مميزة على تحليل الأنشطة المختلفة، وتمييز غير التقليدي والمثير للشكوك منها. القائمون على المشروع أوضحوا أن الروبوتات لن تكون بديلة عن العنصر البشري، فبمجرد اكتشاف الروبوت لأي مشكلة أو نشاط مريب؛ فإنه سيقوم على الفور بإبلاغ الحراس البشريين داخل السجن، كما يمكن للمساجين استعمال الروبوتات للتواصل مع حراس السجن في أي حالة طارئة. وكانت وكالة الأنباء الكورية Yonhap قد أوضحت أن المشروع الذي ترعاه وزارة الاقتصاد الكورية تكلّف 850 ألف دولار أمريكي، ونتج عنه حتى الآن ثلاثة روبوتات، يبلغ طول الواحد منها خمسة أقدام (متر ونصف المتر تقريبا)، ومن المقرر أن يتم تجريب تلك الروبوتات بصورة مبدئية في إحدى المؤسسات الإصلاحية للأحداث في مدينة "بوهانج" في جنوب كوريا الجنوبية بداية من شهر مارس المقبل مع انتهاء عمليات التطوير.