عندما تدق عقارب الساعة السابعة بتوقيت القاهرة غداً الثلاثاء فإنك على موعد مع ليلة من ليالي اللعب الجميل، وحلقة من حلقات الإبداع الأصيل، ويوم تضمن فيه التشويق والإثارة والمتعة. رغم أنها مرت بعواصف وهزات كبيرة إلا أن القمة تبقى لها مذاق خاص وتحتفظ بكل مظاهر شبابها وحيويتها مهما كانت ظروف الفريقين، ومهما كانت إصابات المعسكرين، ومهما كان فارق النقاط الكبير. إنها القمة.. مباراة الأهلي والزمالك والتي دائما هي العنوان الأبرز للدوري المصري بل وهي أقوى ديربي إفريقي وعربي، بل وصلت إلى النطاق العالمي حيث وضعه الاتحاد الدولي ضمن أفضل وأقوى 10 ديربيات في العالم وجاءت القمة في المركز السابع. مواجهة الغد هي المواجهة رقم 132 بين الفريقين على مدار تاريخهما في جميع البطولات.. أما في الدوري العام فلعبا 103.. فاز الأهلي في 37 مباراة منها وفاز الزمالك في 25 وتعادلا في 41، سجل الأهلي في مرمى الزمالك في الدوري 124 هدفا وهدفين اعتباريين في أعقاب انسحاب الزمالك في مباراة 9 إبريل 99.. بينما سجّل مهاجمو الزمالك في مرمى الأهلي 92 هدفا. كانت أول مباريات الغريمين في الدوري في أول مواسم البطولة موسم 1948 - 1949 في يوم 10 ديسمبر 1948 وانتهت بالتعادل 2/2 سجل للأهلي أحمد مكاوي وسيد عثمان وللزمالك سعد رستم وعبد الكريم صقر. أول فوز للأهلي على الزمالك كان في موسم 1949 - 1950 في يوم 19 ديسمبر 1949 بهدفين نظيفين سجلهما فتحي خطاب والسيد حسن عطية. أما أول فوز الزمالك كان في الدور الثاني لموسم 1948 - 1949 في الأول من إبريل 49 بهدف نظيف سجله سيد مرعي. أما آخر فوز للأهلي كان الموسم الماضي في الدور الأول للبطولة في يوم 11 يناير 2009 وفاز الأهلي بهدف نظيف سجله الأنجولي أمادو فلافيو. وآخر فوز للزمالك كان في موسم 2006 - 2007 في يوم 21 مايو 2007 بهدفين نظيفين لتامر عبد الحميد وجمال حمزة، وخاض الأهلي هذه المباراة بالصف الثاني وبالمدرب المساعد آن ذاك حسام البدري. أما آخر تعادل بين الأهلي والزمالك كان آخر مواجهة بينهما الموسم الماضي في الدور الثاني وتعادلا سلبياً. وعندما نقلّب في أوراق مباراة الغد فإنها ستكون بين الحسامين البدري وحسن، فكل منهما له تاريخه الكروي الناصع كلاعب، وكل منهما كسب تشجيع الجميع كمدرب وهي مباراة سنة أولى قمة للمدربين. دخل حسام البدري مشوار التدريب كرجل أول بتحدٍ كبير، وهي طريقة 4/4/2 وكيفية تطبيقها على لاعبي فريقه منذ أن انفرد بمقاليد الأمور منذ بداية الموسم.. قام بفترة إعداد ناجحة للغاية في ألمانيا.. جدد دماء الفريق بلاعبين شباب على أعلى مستوى مثل أحمد عادل عبد المنعم وأحمد علي وشبيطة وعبد الله فاروق ومحمد طلعت وأخيرا أحمد شكري.. ليخلق توليفة متجانسة من الخبرة والشباب ويصنع فريقاً أهلاوياً عصرياً.. وعلى الرغم من النتائج السيئة للمباريات الإعدادية في ألمانيا وفي دورة ويمبلي إلا أن هذا لم يحبط جزار إفريقيا وواصل الحفاظ على خطته بتصميمه وعزمه إلا أن أصبح من مدربي الصفوة في الدوري المصري. أما العميد حسام حسن فبدأ طريق التدريب عن طريق الحاج سيد متولي عندما أقنعه بتولي مهمة المدير الفني للنادي المصري، وقدّم أداءً رائعاً إلا أن متولي تُوفي، ودخل حسام في مشاكل مع إدارة المصري لانفعاله الزائد، ويخرج حسام إلى الاتصالات ثم يأتي إليه القطب الثاني للكرة المصرية نادي الزمالك ويوافق ابن النادي الأهلي على التدريب، لكنه فشل في أول مواجهة له أمام حرس الحدود وسقط بهدفين لكن لا يضع حسام لهذه الهزيمة حسبان، بل قال إنها مباراة ودية للتدريب على مباراة الأهلي، وأنه سيسعى جاهدا للفوز على الأهلي للعودة إلى طريق البطولات للنادي العريق نادي الزمالك. قد تنفرد هذه القمة بكونها من أكثر المباريات غيابا للاعبين لأسباب الإصابة، وخاصة عند النادي الأهلي؛ فالأهلي من المؤكد أن يغيب عنه نجمه محمد أبو تريكة للإصابة، ويغيب كذلك فرانسيس وإينو لنفس السبب بينما يسابق متعب الزمن للعودة قبل المواجهة. أما الزمالك فيواجه شبح غياب نجمه عمرو زكي ويعود إليه مهاجمه الآخر أحمد حسام "ميدو". الأهلي يدخل المباراة وهو في الصدارة برصيد 27 نقطة من فوز في 8 مباريات وتعادل في 3 وبدون هزيمة. فيما يأتي الزمالك في المركز 12 برصيد 11 نقطة.. حيث تلقى الزمالك ست هزائم في 11 مباراة ثلاث منها متتالية في مبارياته الأخيرة. كلمة إلى الجمهور المصري: في النهاية لن يبقى إلا أن نوجّه كلمة لجمهورنا المصري!! مباراة الأهلي والزمالك ستحظى باهتمام كبير من وسائل الإعلام والصحف والمواقع العالمية، وبالطبع سيرى العالم إذا كانت ادعاءات الجزائر علينا في محلها أم لا؟!! فهذه فرصتنا كي نثبت للعالم كله أننا جمهور متحضّر يشجع جمهوره في روح طيبة ولا يلجأ إلى العنف أو التعصّب. "مباراة الأهلي والزمالك غداً رسالة مصر إلى العالم أننا شعب خلوق".