كلّف المجلس العسكري الدكتور كمال الجنزوري -رئيس الوزراء الأسبق- تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني؛ ليَخْلُف الدكتور عصام شرف. وكان التلفزيون المصري قد أعلن في وقت سابق أن المشير حسين طنطاوي -رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة- استقبل مساء اليوم الجنزوري في إطار مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة. وسبق للجنزوري تولي رئاسة الحكومة بين 1996 و 1999 في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك ويُعتقد أن مبارك قد أطاح بالجنزوري؛ لارتفاع شعبيته نتيجة تحسّن حالة الاقتصاد المصري خلال عهده. وكان الجنزوري (78 عاما) يُلقّب ب"وزير الفقراء" لِمَا ظهر منه في وقت رئاسته للحكومة من اهتمامه برعاية محدودي الدخل. وخلال الفترة التي شغل فيها منصب رئيس الوزراء، بدأ عدة مشروعات كبيرة؛ من ضمنها مشروع "مفيض توشكى"، كما أقر مجموعة من القوانين من بينها: قانون الإيجار الجديد محدود المدة، وخروج الجهات الحكومية المستأجرة للعقارات بالقانون القديم، كما ساهم في تحسين علاقة مصر بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وعقب خروج الجنزوري -مستقيلا أو مُقالا من منصبه- تعرض لموجات هجوم غير معتادة من مؤازري النظام، مثل رئيس تحرير جريدة الجمهورية في ذلك الوقت سمير رجب، الذي تحدث عن الجنزوري في عموده الأسبوعي بالجريدة قائلا: "لم ينفّذ الجنزوري ما كان يبحث عنه الرئيس من زيادة لمعدل النمو، وخلق فرص عمل جديدة، وتنشيط السياحة، وزيادة مشاريع الإسكان، بالإضافة إلى أنه تمتع بغرور زائد، وحب الذات، والشللية، وتمتعت حكومته بالضعف الإداري، والانفصالية، والجزر المنعزلة". ومن أهم المعايير التي يضعها المجلس الأعلى للقوات المسلحة الآن للاختيار بين المرشحين: توافق القوى الوطنية السياسية والوطنية والثورية المختلفة على اسم المرشح، ويكون الفيصل الأخير المفضل في عوامل الاختيار هو صغر سن المرشح؛ ليكون قيادة شابة قادرة على قيادة وزارة إنقاذ وطني في مرحلة حرجة من المسار الوطني، ويكون قادرا على كسب ثقة الشباب الثوار؛ حسب ما ذكرته بوابة الأهرام الإلكترونية. يُذكر أن أهم الأسماء التي ترددت في الأيام الأخيرة كمرشحين لرئاسة وزارة الإنقاذ الوطني كانت من الأسماء التي أعلنت رغبتها في الترشح لرئاسة الجمهورية وغيرهم من القوى السياسية، ويأتي ضمن هذه الأسماء: الدكتور محمد البرادعي، وهشام البسطويسي، ومحمد غنيم، ومنصور حسن، وحسام عيسى، وحازم الببلاوي، وعبد الجليل مصطفى، وعبد المنعم أبو الفتوح، إلى جانب كمال الجنزوري.