على اتحاد الكرة "المزاريطة" أن يُرسل إلى فريق اتحاد الشرطة خطاب شكر وبوكيه ورد؛ لأنهم تمكّنوا من الفوز على الزمالك 2/ 1، وتورتة للاعبي الزمالك الذين بذلوا كل مجهودهم ليخسروا المباراة، وانتهاء الأمر عن الأحداث "المفجعة" التي شهدتها المباراة، والتي كادت تفتح على الجبلاية أبواب جهنم إذا ما فاز أو تعادل الأبيض؛ حيث كانت أكثر من جهة سوف تقوم وتنتقد "المزاريطة" مطالبة بإلغاء المباراة واحتسابها فوزا للشرطة 2/ صفر. أولى هذه الجهات ليس اتحاد الشرطة وإنما الغريم التقليدي (الأهلي) الذي كان سيقولها بشكل غير علني إن الزمالك يجب أن تُسحب منه النقاط وتعلن خسارته، وإلا سوف ننسحب من البطولة كما انسحبنا من الكأس، ولن تتوافق معهم وعود اتحاد الكرة بأن يتم وضع هذه الحالة في حصالتهم؛ بحيث إذا حدث هذا من جماهير الأهلي فسوف يتم "تطنيشه"، ولا يُحتسب شيء. والجهة الثانية بالطبع هي اتحاد الشرطة الذي سوف يطالب بأن تلغى نتيجة التعادل أو الخسارة وتحتسب فوزا لها، وإلا فإن المسابقة ستكون باطلة، كل هذا جاء بناء على التصريح "الخزعبلاوي" الذي أطلقة عزمي مجاهد -المدير التنفيذي للجبلاية- عندما قال بالفم المليان إن اللائحة تقول: "يتم إلغاء المباراة إذا وُجِدت الجماهير في مباراة تُلعب دون جماهير"، ووصف تصرّف حكم المباراة محمد فاروق بأنها سقطة كبيرة، وناقض نفسه بعدها بتصريح آخر قال فيه: "فاروق تصرّف بعدها بذكاء، بتنفيذ روح القانون بإيقاف المباراة وإكمالها حتى خرج الصبية من الجماهير". الغريب أن "المحترم" عامر حسين -رئيس لجنة المسابقات- الذي استقال من منصبه ليس بسبب هجوم جماهير الزمالك على استاد القاهرة ووجودهم في المدرجات، وليس بسبب قيام حكم المباراة باستكمالها، وإنما بسبب تخبّط الأمور داخل الجبلاية، أكّد أن اللائحة تنصّ على توقف المباراة لمدة 20 دقيقة حتى يغادر الجمهور الاستاد، وفي حالة عدم استجابة الجماهير يلغي حكم المباراة اللقاء لصالح الفريق الآخر، وهو ما فعله فاروق. ولنكن منصفين.. هل القصة في قرارات "مزاريطة" الجبلاية، أم في أهل الصبية الذين هجموا على الملعب، أم الإعلام الذي جعل عقولهم بلا هوية، أم غياب الأمن هو السبب وراء الشغب المتزايد في الملاعب المصرية؟