كتب: دينا حسن كشفت الفنانة المعتزلة ياسمين الخيام بعض الأسرار حول بدايات دخولها عالم الفن وتقديمها العديد من الأغاني الوطنية والدينية، وعن انتمائها لأسرة محافظة، حيث كان والدها الشيخ الحصري أول من سجل المصحف المرتل للإذاعة، وما بين مهاجمة الصحافة ومساندة الرئيس السادات لها تروي ياسمين حكايتها مع عالم الفن، فإلى نص الحوار... قالت ياسمين الخيام إن دخولها للوسط الفني كان من صنع الأقدار وكان غير مرتب له، وأنها لم تكن تتصور يوماً أن ابنة الشيخ الحصري ستغني، وأن بداية اشتغالها بالعمل الفني كان من محطة دخولها الجامعة، فتقول: "دخلت جامعة القاهرة، وكان وقتها إكمال تعليم الفتاة في مرحلة ما بعد الثانوي مرفوضا تماما، لكني أصررت على إكمال تعليمي الجامعي، وبدأت في الاشتراك في الأنشطة الطلابية، وكانوا يستعينون بي في قراءة القرآن عند افتتاح أي عمل طلابي". وأضافت خلال حوارها لبرنامج "سهرة خاصة" على قناة "التحرير" منذ قليل: "أبي الشيخ الحصري علّمني قراءة القرآن جيدا بالتجويد، فكان صوتي إيقاعه مظبوط، ولفت نظر جميع الطلبة والأساتذة، ولكن أول مرة غنيت كانت عندما استدعاني دكتور بكلية التجارة وطلب مني أن أغني لأم كلثوم في افتتاح حفل طلابي، ووضع لي اسما مستعارا حتى لا يلمح الجميع والصحافة اسم أبي، ولم يعلم أحد بتلك الأفعال التي كنت أقوم بها إلى الآن". اتبعت: "عندما تخرّجت، عملت في مجلس الشعب سكرتيرة للأمانة العامة، وكان يستعينون بي مثل الجامعة في قراءة القرآن عند افتتاح المؤتمرات، وأصبح ذلك الشائع عني". ثم استطردت بشأن نقطة تحولها للعمل الفني الجماهيري: "بحكم عملي في مجلس الشعب، كنت أنظم البروتوكولات، واستقبلت زوجة الرئيس الأردني وقتها "أم عدنان" فكانت تدندن بجانبي فحييتها ودندنت معها، فإذ بها تتفاجأ بصوتي وأنه جميل ولا بد أن أستثمره في أن أغني مثل أم كلثوم وأقيم حفلات". أردفت: "طلبت مني أن أصحبها في زيارة إلى جيهان السادات، وعندما وصلنا عرفتها بي وقالت لها إن صوتي جميل، وطلبت مني جيهان السادات أن أغني فاضطررت للغناء، وفي سياق الحديث تدخّل الرئيس السادات وسمع صوتي وقال لي: صوت مصري أصيل يجب أن يكون في كل بيت". وواصلت ابنة الحصري حديثها بأن "أم عدنان" طلبت منها في نفس اليوم أن تذهب معها للملحن محمد عبد الوهاب، وقدّمتها له بأن صوتها جميل وعذب ويجب أن تغني، فاضطرت ياسمين أن تغني لعبد الوهاب، مسترجعة: "قال لي عبد الوهاب بعد سماع صوتي: إذا غنيتِ سألحن لكِ مقطوعات، وتفاجأت بذلك الترحيب من السادات وعبد الوهاب في نفس اليوم". ثم كشفت ياسمين أنها بدأت تعرض فكرة الغناء على زوجها والمقربين إليها، والذين قابلوا الفكرة بالترحيب ما دامت ستلتزم بالزي المحتشم وانتقاء كلمات الأغاني، متبعة: "بدأت وقتها أجمع الأسانيد عن مشروعية الغناء، ما دام في إطار الشرع، ووجدت فيه ما يقنعني بإمكانية الغناء". وعن أول حفل أقامته أشارت إلى أنه كان حفلا للذكرى الأولى لأم كلثوم، والرئيس السادات هو الذي دعاها للحفل، وبعد نجاحها واستحسان الجمهور لصوتها ضمّها السادات لأكاديمية الفنون؛ لصقل موهبتها الفنية. وعن رد فعل الشيخ الحصري وموقفه من غنائها، أعلنت: "تلاشيت لقاء والدي الشيخ الحصري عندما أصبحت فنانة ودخلت مجال الغناء، والآن علمت جيداً أن صبره عليّ كان كصبر أيوب!". وعن رد فعل الصحافة والإعلام وقتها تذكرت: "الصحافة انقسمت بين تشجيع لي ولموهبتي، وطلب رجمي وحرقي؛ لأن والدي الشيخ الحصري، وتوقفت وقتها عن قراءة الصحف؛ لعلمي أنها ليس قضية عادية، ولكنها قضية رأي عام، فتجاهلت بعد ذلك أقاويل الصحافة، وركّزت في عملي، وبدأت أشعر أنني على قناعة قوية به". وعن تسميتها باسم "ياسمين الخيام" أشارت إلى أن أكاديمية الفنون طلبت منها اختيار اسم آخر مثل باقي الفنانين، حتى تتفادى أحاديث الصحافة، فأوضحت: "اسمي الحقيقي كان إفراج الحصري، ولقرائتي سيرة عمر الخيام ومحبوبته ياسمين، اخترت لنفسي ذلك الاسم، ولقي استحسان الجميع". ثم استكملت ياسمين سيرتها الفنية بأنها غنّت العديد من الأغاني والأناشيد الدينية، وخاصة الصوفية منها ك"قلب يعشق كل جميل" ثم "عيون بهية" والأغنية الشهيرة "محمد يا رسول الله". وأكدت: "لقد قدّمت العديد من الأغاني الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل، مثل الغناء لأم النبي، وتقديم أغانٍ وطنية للمغتربين في خارج مصر، وأغاني الحب العفيف، لكني تطبّعت بالإنشاد الديني". وعن بدء الغناء العاطفي بعد الديني، أشارت: "كنت أريد إثبات موهبتي ولنفي ما يقال من أنني دخلت الغناء وساطة من السادات، وكذلك حتى لا أصنّف بلقب المغني الديني، لكي أكون فنانة شاملة، وقد لحّن لي عبد الوهاب العديد من الأغاني كما وعدني". واختتمت حديثها عن رحلتها الفنية بأنها اليوم لم تعد تتذكر شيئا عن كلمات الأغاني التي قدّمتها، وأنها أسدلت الستار عن تلك المحطة في حياتها، وأنها كانت مرتّبة من الله عز وجل، وجاءتها عروض من فنانين مثل سامي يوسف للغناء، لكنها رفضت.