استُشهد فلسطيني وأصيب آخر اليوم (الأحد) في محيط مطار رفح بجنوب قطاع غزة، وذلك في غارة إسرائيلية شكلت الخرق الأول للتهدئة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية برعاية مصرية. كما استشهد ناشط فلسطيني وأصيب آخر بجروح حرجة اليوم جراء غارة شنتها طائرات إسرائيلية على أطراف مدينة رفح، في جنوب قطاع غزة؛ وفقا للجزيرة نت. وذكرت المصادر أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت بصاروخ على الأقل مجموعة مسلحة قرب مطار غزة الدولي على أطراف مدينة رفح، مما أدى إلى استشهاد ناشط وإصابة آخر بجروح وُصِفت بأنها حرجة. وأوضحت المصادر أن المجموعة تنتمي إلى كتائب المقاومة الوطنية (الجناح المسلح للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين). وجاء هذا التطور رغم الإعلان عن دخول اتفاق لوقف متبادل لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل حيز التنفيذ في قطاع غزة، تم التوصل إليه بوساطة مصرية، وذلك بعد 24 ساعة من تصعيد ميداني أدى إلى مقتل تسعة نشطاء فلسطينيين ومدني إسرائيلي. في هذه الأثناء قال بنيامين نتنياهو -رئيس الوزراء الإسرائيلي- إنه لا يوجد وقف إطلاق نار في قطاع غزة، وذلك في أعقاب الغارة الجوية الإسرائيلية على القطاع التي أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين، وقد ادّعى الجيش الإسرائيلي أن القتلى كانوا يستعدون لإطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل. وقال نتنياهو لدى افتتاحه اجتماع حكومته المنعقد بصورة استثنائية في مدينة صفد بشمال إسرائيل بعد ظهر اليوم "إن الجانب الثاني سيدفع أثمانا أكبر مما دفع حتى الآن، حتى يوقف إطلاق الصواريخ علينا، ولا يوجد وقف إطلاق نار، والجيش الإسرائيلي يدافع عن سكان الجنوب ويصفّي مطلقي الصواريخ". وكان نتنياهو قد حمّل خلال حفل افتتاح كلية الطب في مدينة صفد في وقت سابق اليوم، حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسئولية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل. وقال إن حماس هي التي تسيطر في غزة وهي المسئولة عن منع إطلاق الصواريخ من غزة والحفاظ على الهدوء فيها، حتى ولو كان منفذو إطلاق الصواريخ هم نشطاء الجهاد الإسلامي. وأضاف: "أنصح جميع الفصائل بألا تختبر إصرارنا، وسوف نؤذي كل من ينجح بإطلاق صاروخ، ونحن لسنا منفلتين ولسنا معنيين بالتدهور لكن سندافع عن مواطني إسرائيل وفقا للمبادئ التالية: حزم وإصرار ونجاعة". وأكد نتنياهو أن "سياسة إسرائيل تستند إلى مبدأين هما: القادم لقتلك بكّر واقتله، ومن يسعى لإيذائنا دمه مباح"، وقال "إن هذين المبدأين اتحدا في عملية سلاح الجو الإسرائيلي ظهر أمس"، في إشارة إلى الغارة التي أسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين. وكان أفيجدور ليبرمان -وزير الخارجية الإسرائيلي- قد قال في وقت سابق: "نحن لا نسعى إلى مواجهة مع الفلسطينيين ولا نريد إشعال الموقف، لكننا لن نستوعب القصف تلو الآخر دون رد"، وهدد بعواقب لم يكشف النقاب عنها. وكانت إسرائيل والفصائل الفلسطينية قد توصلت إلى اتفاق للتهدئة، وذكرت وكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية أن التهدئة تبدأ اعتبارا من الساعة الثالثة فجر الأحد بتوقيت القدس. كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن مصادر فلسطينية لم تسمها أن مسئولين كبارا من المخابرات المصرية شاركوا في الوساطة. كما نقلت رويترز عن مسئول مصري أن كل الأطراف وافقت -بناء على توصية من مصر- على وقف إطلاق النار في ساعة مبكرة من صباح اليوم. وقد علمت الجزيرة نت من مصادر فلسطينية ومصرية موثوق بها أن مكتب نتنياهو أجرى اتصالات مع مسئولي المخابرات المصرية؛ طلبًا لوقف موجة التوتر في القطاع. وقالت المصادر إن إسرائيل طلبت رسميا من المخابرات المصرية إجراء اتصالات مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي في دمشقوغزة؛ لوقف عملية التوتر وقصف مواقعها ومدنها المحاذية لقطاع غزة، مقابل توقف عملها العسكري ضد القطاع. وقد استشهد تسعة من عناصر سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي)، بينهم قائد ميداني، وذلك بغارتين أمس على رفح جنوبغزة، في حين ردت السرايا بإطلاق صواريخ غراد على جنوب إسرائيل مما أسفر عن ستة جرحى توفي أحدهم في وقت لاحق. وجاء تصاعد التوتر إثر غارة جوية إسرائيلية على رفح أسفرت عن استشهاد خمسة من سرايا القدس، تلتها مساءً غارة ثانية أوقعت أربعة شهداء من السرايا أيضا، التي ردت بإطلاق وابل من الصواريخ على جنوب إسرائيل بلغ عددها 21 صاروخا، بحسب الشرطة الإسرائيلية التي أعلنت حالة الإنذار عند المستوى الأحمر بالمنطقة. وقد تبنّت فصائل فلسطينية أخرى بينها كتائب شهداء الأقصى والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هجمات متزامنة بالصواريخ وقذائف الهاون على أهداف إسرائيلية قريبة من غزة. واتهم المتحدث باسم سرايا القدس إسرائيل بالسعي لتصعيد التوتر لإفشال صفقة الأسرى في مراحلها المقبلة. وقالت الجهاد الإسلامي إن الغارة أسفرت عن استشهاد الخبير في الذخيرة أحمد الشيخ خليل، بالإضافة إلى أربعة من زملائه المشرفين على صناعة القنابل والصواريخ. بدورها توعّدت كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) بالرد, وحمّلت إسرائيل المسئولية الكاملة عن التصعيد.