كثير منا يحلم بالتغيير، يحلم بالتعبير عن نفسه، يتساءل عن مظاهر وسلوكيات لا تعجبه في وطنه، يشعر أن نوابه في مجلس الشعب لا يعبّرون عنه، وقد يكون غير راضٍ عن أداء الحكومة بالمرة، يتساءل، ينتفض، يغضب، يثور، ثم يخور، ويستسلم لما يراه سلبياً. الكثير قد يستسلم؛ لأنه لا يعرف كيفية التغيير، المظاهرات والاعتصامات والإضرابات والوقفات الاحتجاجية قد تعرّض من يشترك فيها إلى مضايقات أمنية هو في غنى عنها. والحل أبسط من ذلك بكثير، أن ننتبه إلى حقنا البسيط في الانتخاب، أن نتأكد أن صوتنا سيُعطى للشخص الصحيح القادر على تمثيلنا، علينا أن نتحرك وبشكل إيجابي. كثير من أصدقائي أقسم لي أنه تشجّع وذهب يوم انتخابات مجلس الشعب لكنه لم يستطع الانتخاب؛ لأنه لا يحمل بطاقة انتخابية، ولا يعرف كيفية استخراجها. الموضوع بسيط وأوراقه بسيطة للغاية. كل مواطن مصري تجاوز الثامنة عشرة من عمره لديه الحق في الحصول على بطاقة انتخابية، وهي البطاقة التي يستطيع الإدلاء بصوته بها من خلال الدوائر الانتخابية. طيب، عليك الآن يا صديقي أن تصوّر بطاقتك وشهادة ميلادك كلاً منهما صورة واحدة، وتذهب بها إلى قسم الشرطة التابع له حسب عنوان بطاقتك، وذلك من الساعة التاسعة صباحاً إلى الثانية ظهراً، هناك تسأل عن الموظف المختص بالتسجيل في الجداول الانتخابية، لو أنت يا صديقي العزيز من مواليد 1982 إلى 1992 فهذا يعني أنك ستجد اسمك مقيدا في الجداول الانتخابية، وتستطيع الحصول على بطاقتك الانتخابية واستخراجها من عند الموظف نفسه. المشكلة لو لم تجد اسمك في الجداول الانتخابية؟ أحياناً تسقط بعض الأسماء سهواً وأحياناً تكون لك ظروف خاصة -مثل ولادتك خارج مصر- مما يمنع تسجيلك في الجداول، تعمل إيه؟ ولا تقلق من أي حاجة خالص، لأجل ذلك أنت معك صورة بطاقتك وصورة شهادة ميلادك، تطلب من الموظف أن يقيد اسمك، يعطيك استمارة قيد، عليك أن تملأ بياناتها البسيطة بعناية وأن تسأل الموظف عن أي شيء تجهله. وبمجرد أن تسلمه استمارة القيد مرة أخرى، لا تنسَ أن تسأله عن ميعاد استلامك لبطاقتك الانتخابية. لماذا نخبرك بهذا الآن؟ لأن تسجيل اسمك في الجداول الانتخابية له وقت محدد يبدأ من 1/ 11 وحتى 31/ 1 وبعدها لن تستطيع أن تقوم بالتصويت سواء في انتخابات مجلس الشعب أو الانتخابات الرئاسية أو حتى مجالس الحكم المحلي. أما من كان اسمه مسجلاً بالفعل، فيستطيع أن يستلم بطاقته الانتخابية. إذن لو كنت مهتماً بالتغيير فعلاً، فيمكنك أن تتجاوز مرحلة الانتقاد والجلوس أمام جهازك للفضفضة على مدونتك أو (الفيس بوك)، كل ما عليك أن تفعله أن تستيقظ باكراً وأن تذهب إلى القسم، وتذكر أن تعطي صوتك فقط لمن تراه يستحق.