في سبتمبر الماضي ألقت السلطات الإيرانية القبض على 6 من صناع الأفلام الوثائقية العاملين في قناة BBC التي تبثّ باللغة الفارسية؛ وذلك بتهمة تصوير موادّ فيلمية تتناول التوترات الإيرانية الداخلية، فضلا عن القبض على الممثلة مارزي فامافيهر بتهمة الظهور في فيلم وثائقي ينتقد إيران وحُكِم عليها بالجلد 60 جلدة. وأدانت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية-التي استطاعت أن تحشد مؤسسات صناعة السينما في هوليوود من أجل دعم مطلب إطلاق سراح صناع الأفلام المحتجزين- اعتقال مخرج الأفلام جافار باناهي؛ لتصويره فيلما يتناول الاضطرابات الإيرانية الداخلية على شاشة BBC الفارسية والموجهة بالأساس للمواطن المتحدث باللغة الفارسية في كل من إيران وأفغانستان وطاجيكستان، قبل أن تُوقف السلطات الإيرانية بثّها في أعقاب انتقادها لأدائها. وطالبت الأكاديمية في بيان لها بضرورة إطلاق سراح هؤلاء الفنانين وضمان أمنهم وسلامتهم وعودتهم لممارسة مهنتهم. وأضاف البيان: "هؤلاء مجرد فنانين وليسوا منافسين سياسيين، ويجب ضمان حريتهم في التعبير، مثلهم مثل أي صانع فيلم في أي مكان آخر، بصرف النظر عن هويته أو المناخ الذي يعمل في ظله أو حتى معتقداته وأفكاره". وقال مسئولو الأكاديمية إن عائلات ومحاميي الإيرانيين المقبوض عليهم لم يسمح لهم بزيارة ذويهم، وأجبروا على التزام الصمت حيال هذا الموضوع. وكان القضاء الإيراني قد حكم الأسبوع الماضي على باناهي بالسجن 6 سنوات؛ بسبب انتقاده العلني للقانون الإسلامي الإيراني والنظام الحكومي "المتشددين"، كما فُرضت عليه الإقامة الجبرية في شهر ديسمبر الماضي؛ بتهمة محاولة تصوير مواد فيلمية تصور الاضطرابات التي وقعت في إيران عام 2009 إبان إعادة انتخاب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد. ولم تتوقّف السلطات الإيرانية عند هذا الحد، بل منعت المخرج جافار باناهي -الحائز في 2006 على جائزة الدبّ الفضي من مهرجان برلين عن فيلمه "تسلل"- من تصوير أية مواد فيلمية لمدة 20 سنة قادمة، ولكنه رغم ذلك قام بتصوير فيلم وثائقي عن إقامته الجبرية في طهران. أما مجتبى ميرتاهماسب -أحد المحتجزين- فقد شارك في إخراج فيلم بعنوان "هذا ليس فيلما" تم تهريبه من إيران وعرضه بمهرجان كان، بالإضافة إلى مهرجان لندن للأفلام. أما الممثلة مارزي فامافيهر فقد حُكِم عليها بالسجن بسبب ظهورها عام 2009 في فيلم أسترالي بعنوان "بلدي طهران للبيع"، يتحدث عن قصة ممثلة تم منعها من التمثيل. من جهتها قالت نقابة المخرجين الأمريكيين -أحد الموقّعين على ذلك البيان الهوليودي- "إن حرية الإبداع هي أحد المكونات الأساسية للثقافة الحرة وحقوق الإنسان". أما نقابة السينمائيين الأمريكية فقد حثّت السلطات الإيرانية على التوقف عن "خنق" الإبداع الفني لديها، والسماح للعالم بأن يسمع تلك الأصوات المبدعة التي يملكها هذا البلد. وكان من بين الموقّعين على البيان أيضا نقابة المنتجين والمؤلفين والجمعية الدولية للأفلام الوثائقية، ودعوا جميعا إلى وضع حد لاعتقالات صناع الأفلام في إيران.