فضّت محكمة جنايات القاهرة اليوم (السبت) أحراز القضية المتهم فيها الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ونجلاه علاء وجمال، وحبيب العادلي -وزير الداخلية الأسبق- و 6 من مساعديه، على شاشة عرض كبيرة داخل المحكمة. وغاب عن الجلسة المتهمون جميعًا؛ فيما حضر المستشار محمد عاصم -عضو يمين الدائرة التي تنظر قضية مبارك- وحضر المدعون بالحق المدني؛ فيما لم يحضر أحد من دفاع المتهمين، وكان الأمن قد حاول منع دخول الصحفيين؛ ولكن المستشار سمح بدخولهم إلى قاعة المحكمة لمتابعة فعاليات الجلسة. وخلت الصور الفوتوغرافية التي عُرضت ولقطات الفيديو المصوّرة من مواقيت تشير إلى المكان الذي التقطت فيه أو توقيتاتها، وهو الأمر الذي تسبب في اعتراض المحامين عن المتهمين، وعقّبت المحكمة بأنه يمكن لهم أن يدوّنوا ملاحظاتهم ثم يعرضوها خلال مرحلة المرافعات؛ وفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط. وكشفت عملية استعراض محتويات الأسطوانات عن صور ولقطات فيديو مصوّرة تتعلق بأحداث الثورة، ومن بينها صُوَر لبطاقات الرقم القومي لأفراد الشرطة الذين شاركوا في الاعتداء على المتظاهرين بالأسلحة، وحصل عليها المتظاهرون بعد تمكّنهم من ضبط هؤلاء الأفراد، كما عرضت المحكمة لصور متعددة لتلك البطاقات التي كانت بالعشرات، بالإضافة إلى صور آخرى لبطاقات عضوية بالحزب الوطني المنحلّ تخصّ أشخاصًا شاركوا في الاعتداء على المتظاهرين. وتضمنت الأسطوانات صورًا فوتوغرافية لطلقات من أعيرة نارية مختلفة (ذخيرة حية - خرطوش - طلقات مطاطية - طلقات رش تحتوي كرات معدنية صغيرة)، استخدمت من جانب قوات الشرطة في قمع المتظاهرين ومحاولة فضّ تجمعات التظاهرات في محافظات مختلفة من خلال القوة النارية المفرطة. وأظهرت لقطات الفيديو المصوّرة مشاهد لإصابات بالغة لحِقت بالمتظاهرين، والتقارير الطبية التي تصف هذه الإصابات وطبيعتها وأسبابها. وأظهرت الفيديوهات تعدد الإصابات في مواضع متفرقة من أجساد المتظاهرين؛ حيث تبيّن أن بعضها جاء بسبب أعيرة نارية "ذخيرة حية" وطلقات خرطوش ومطاطية، في الأيدي والأقدام والبطن والسيقان؛ فيما جاءت معظم الإصابات بالرأس والأعين؛ جراء طلقات الخرطوش والرش الذي يحتوي كرات معدنية صغيرة على نحو تسبب في فقدان الإبصار لدى المصابين بها. وأبرزت اللقطات المصوّرة أيضًا عمليات إسعاف المصابين من المتظاهرين داخل غرف الطوارئ، وطرقات المستشفيات القريبة من ميدان التحرير، بالإضافة إلى المستشفيات الميدانية التي أقيمت داخل المساجد، وباحات المباني المجاورة للميدان، وبدا واضحًا في تلك اللقطات عشرات المتظاهرين وهم يصرخون طلبًا للعون والنجدة جراء إصاباتهم، والبعض الآخر وهو يلوح بعلامة النصر ويبتسم في تحدّ للإصابة التي لحقت به؛ بينما غطّت الدماء الناتجة عن الإصابات طرقات وملابس المتظاهرين والأطباء. وتضمّنت لقطات الفيديو المصورة شهادات عما جرى خلال أحداث الثورة، رواها العديد من المصابين خلال تلقيهم العلاج؛ حيث قال بعضهم في تلك اللقطات: إن قوات الأمن وضباط الشرطة أمطرت المتظاهرين بالأعيرة النارية الحية، والخرطوش، والرش، والطلقات المطاطية؛ في محاولة لتشتيت جموعهم وفضّ المظاهرات دونما النظر إلى ما قد ينجم عن ذلك. كما تضمّنت لقطات الفيديو شهادات لأطباء داخل غرف المستشفيات، أشاروا إلى أن الإصابات التي جاءت إليهم وقعت بسبب طلقات لأعيرة مختلفة، وأن العديد من المصابين والقتلى هم من الأطفال الصغار. يُذكر أن المحكمة ستستمع يوم السبت القادم إلى شهادة المشير محمد حسين طنطاوي -القائد العام ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة- عن معلوماته بشأن أحداث ثورة 25 يناير؛ باعتبار أنه كان يشغل -وقت اندلاع الثورة- منصب وزير الدفاع.. كما تستمع المحكمة في اليوم التالي (الأحد) إلى شهادة الفريق سامي عنان -نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية- عن ذات الفترة. وكانت المحكمة قد استمعت الأسبوع الماضي إلى شهادة عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، ومنصور عيسوي وزير الداخلية، ومحمود وجدي وزير الداخلية السابق عن ذات الوقائع خلال تلك الفترة.