قال رجب طيب أردوغان -رئيس الوزراء التركي- من الجامعة العربية أثناء زيارته التاريخية لها اليوم (الثلاثاء): إن المطالب المشروعة للشعوب لا ينبغي قمعها بالقوة؛ داعيًا إلى أن يكون شعار دول المنطقة هو "الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان". وأكد أردوغان؛ وفقا لترجمة بثّها التلفزيون المصري لخطابه: "الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان يجب أن تكون شعارنا الموحد لتحقيق طموحات شعوب المنطقة"؛ مضيفًا: "يجب علينا ألا نقوم بالمطالب المشروعة لشعوبنا بالدم وباستخدام القوة" في إشارة -على ما يبدو- إلى سوريا. وأكد كذلك على أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس اختيارًا بل التزامًا؛ داعيًا إلى توحيد الصفوف وعدم قمع المطالب الشرعية واستعمال القوة وإراقة دماء المطالبين بها. كما رحّب رئيس الوزراء التركي بقرار الجامعة العربية بقبول المجلس الانتقالي الليبي ممثلًا للشعب الليبي. ودخل أردوغان القاعة الكبرى للجامعة العربية وسط تصفيق حار من الحضور؛ سواء من وزراء الخارجية العرب والوفود المرافقة لهم أو من الإعلاميين. ورحّب الشيخ حمد بن جاسم -رئيس وزراء دولة قطر ووزير الخارجية ورئيس الاجتماع- بزيارة أردوغان ووصفَه بالصديق، ونوّه بجهود تركيا في رفع الحصار عن غزة، وقال: إنها دليل على أن أنقرة تكون مع العرب في الظروف السيئة قبل الحسنة. كما رحّب الدكتور نبيل العربي -الأمين العام للجامعة العربية- بزيارة أردوغان، ووصفه بالصديق الكبير؛ مشيدًا بالدور الذي تلعبه تركيا إقليميًّا ودوليًّا، وقال: إن الشعوب العربية تقدّر ما تقوم به تركيا. وبدأ أردوغان اليوم (الثلاثاء) زيارة تستغرق يومين لمصر، استهلّها بزيارة لمشيخة الأزهر؛ حيث التقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وكان عدة آلاف من المصريين قد احتشدوا في مطار القاهرة مساء أمس لاستقبال أردوغان وهي المرة الأولى التي يحرص فيها المصريون على استقبال مسئول أجنبي لدى وصوله إلى مصر. ويحظى أردوغان بشعبية كبيرة في مصر؛ بسبب مواقفه تجاه إسرائيل؛ بل إن مقارنات عديدة جرت في الآونة الأخيرة بين سحبه السفير التركي من إسرائيل بسبب قضية الاعتداء على السفينة التركية التي كانت متوجهة إلى غزة قبل عام ونصف العام، وبين امتناع السلطات المصرية عن اتخاذ موقف مماثل عقب مقتل خمسة من رجال الشرطة المصريين برصاص إسرائيلي على الحدود مع إسرائيل خلال الشهر الماضي.