استهلّ رجب طيب أردوجان -رئيس الوزراء التركي- حديثه خلال الحوار الذي أجرته معه اليوم (الإثنين)، الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم"؛ قائلاً: "إن الشعب المصري شعب شقيق تربطنا به علاقات قوية متأصلة ضاربة في القدم، ونحن نحب الشعب المصري في الله". وأضاف: أحب أن أقول لكل من يشاهدوننا من الشعب المصري والتركي أشكركم، وإن هذا اللقاء بيننا ليس خطوة نسعى للشهرة من خلالها في أعقاب ما حدث في تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن من أحداث تثير الحزن. ولكن هذه زيارة للتشاور وستكون هناك اتفاقيات يتابعها وزراء الخارجية وسكرتارية الخارجية لمناقشة ما يمكن أن تقدمه تركيا لمصر والعكس بما يرفع رفاهية شعوبنا. ولفت النظر إلى أن التضامن بين البلدين اللذين لهما ثقل وتأثير كبير في المنطقة؛ لأن مصر هي بوابة تركيا إلى شمال إفريقيا، وتركيا هي بوابة مصر إلى أوروبا، وسيساعد العمل المشترك على توطيد العلاقات. وتابع: الحكام العرب كانوا ينظرون للشعوب العربية التي يحكمونها من أعلى وبنوع من الاستعلاء؛ وأن تركيا تريد أن ترى الشعوب العربية هي التي تحكم وهي التي تختار من يمثلها. وأشار إلى أنه سيأتى للقاهرة في زيارة أخرى بصحبة أسرته و 6 من وزرائه؛ لأنه يريد تفعيل مستوى التعاون الاستراتيجي بين البلدين. وفيما يتعلق بالخلاف التركي الإسرائيلي أوضح أنه ليس هناك أي عداوة تركية مع الشعب الإسرائيلي؛ وإنما لديهم موقف ضد القيادة الإسرائيلية، فهم ليس لهم أخلاق في علاقاتهم الدولية. وزاد: ينبغي على إسرائيل أن تعتذر لتركيا وتدفع التعويضات لأهالي الشهداء الذين استشهدوا في حادث أسطول الحرية، وإذا رغبت في عودة العلاقات مرة أخرى بينها وبين تركيا عليها أن ترفع الحصار عن أهل غزة. وأوضح أردوجان أن تركيا كانت تؤيد الثورة المصرية منذ أول دقيقة، وأنه لم يرَ في ذلك مخاطرة على العلاقات التركية بالنظام السابق؛ لأن الطبيعي هو أن تقوم الثورة في مصر. وذهب إلى أن الهدف من تلك الزيارة -التي تعد زيارة أول رئيس وزراء تركي للقاهرة بعد الثورة- هو الخروج بأكبر قدر من الاتفاقات المشتركة، وأن تكون تركيا مع الشعب المصري في "الأوقات الصعبة"؛ مؤكداً على أن مصر وتركيا يلعبان دوراً استراتيجياً في الشرق الأوسط. وبسؤاله عن نيته لزيارة غزة، أوضح أردوجان أنه لا يريد أن يضيق على الشعب المصري والقيادة المصرية أثناء زيارته للقاهرة، ويريد قبل زيارة غزة أن يكون هناك توافق. رئيس الوزراء التركى حذر أنه لا أحد يستطيع أن يلعب بكرامة الشعب التركي.. ولا تستطيع إسرائيل أن تهين كرامة الشعب التركي. ولدى سؤاله عن مفهوم الدولة العلمانية الذي طبقته تركيا ويثير تخوفات في مصر؛ أوضح أنه يختلف في تركيا عنه في أوروبا الأنجلوساكسونية، حيث عانت تركيا كثيراً لإنجاح هذا النظام الذي يشترط مساواة الجميع؛ ورغم وجود مسلمين ونصارى وموسويين، حتى من لا يؤمن بالدين ينال احترامه، وكانت الحكومة تعاملهم على أنهم سواء. وطمأن المصريين بأنه لا خوف من العلمانية خلال الفترة الانتقالية في مصر ومع وضع الدستور الذي يجب أن ينص على علمانية الدولة، وأن المصريين سيرون أنها تؤمن حياة كريمة تحترم كل الفئات وجميع الأديان؛ موضحا أن الدولة هي التي تكون علمانية وليس الأشخاص، وأنه على سبيل المثال رجب طيب أردوجان مسلم وليس علمانياً.
وأردف: أقول للمصريين لا تقلقوا من الدولة العلمانية، ونحن على استعداد لتبادل الخبرات مع مصر. وعن الوصفة السحرية للنجاح الذي حققه في تركيا، قال إنها تضمنت القضاء على الفساد وعندها اكتشفوا الغنى الذي نعمت فيه البلاد، ومن ثم الاستقرار للعمل على إدارة الإنسان أولاً والتأكيد على دور العلم ثانياً؛ ثم العمل على إدارة المال جيداً. وأنهى حديثه قائلاً: إلى إخواني في مصر أرسل تحياتي ومحبتي وتحيات الشعب التركي، وثقوا بأن ديننا هو دين السلام.