السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولا أحب أشكركم على اهتمامكم بمشكلاتنا والرد عليها. مشكلتي هي إن أنا كنت مرتبطة بشخص، وحبينا بعض 5 سنين؛ بس هو من بلد وأنا من بلد تانية، كان بينزل يشوفني ونقعد مع بعض، واتقدم لي، وطبعا الرفض جه من ناحية أهلي؛ لأنه ماعندهوش شقة، ومؤهله متوسط، وأنا مؤهل عالي.. وطبعا أنا هديت الموضوع، هو ثار وزعل، واتصلت اعتذرت لوالدته، وقلت لها: معليش نستحمل شوية، وإنه يجهز نفسه. وبعدين فوجئت في مرة إن والدته بتتصل من غير ما أعرف، وبتتقدم تاني، وبرضه أهلي رفضوه.. فوجئت بعدها إنه بيتصل بي، وقال لي إن أنا مع قاعدة حد في كافيتريا؛ أنا طبعا أتضايقت إنه بيظلمني، وأنا والله العظيم بحبه جدا، ولغاية اللحظة دي؛ فزعلت منه. وبعدين فوجئت إنه راح خطب واحدة جارته، أنا كنت فاكراه بيغيظني؛ بس اتأكدت إنه فعلا خطب، غير كده بيقول إنه لسه بيحبني، وأنا كمان باحس إن أنا عايزة أتطمن عليه، وأعرف أخباره، وباحلم بيه كتير، وباتصل بيه.. وبعدين كلمته، وقلت له: أنا لسه عايزاك ومحتاجاك جنبي، قال لي: أنا عايزك وأنتِ عايزاني؛ بس البنت اللي معايا أعمل معاها إيه؟ وقال لي: أنا عملت كده وخطبت علشان كرامتي.. قلت له: حرام تظلمها معاك ما دام إنك لسه بتحبني، ومالكش دعوة بأهلي، هاقف جنبك، ومش هارتبط بحد نهائي.. تقريبا الكلام ده هو ماقتنعش به، وقال لي: أنا هاكمل مع اللي معايا. أنا مش عارفة أبعد عنه، ولا عارفة أنساه، ولا أنسى معاملته لي، وعايزة أشوفه، ومحتاجة أشوفه، وبجد مش عارفة أعمل إيه في نفسي، ضروري تعرّفوني أعمل إيه؛ لأن بجد أنا مابقاش لي نفس للحياة، ولا أتكلم مع أي حد، ولا عايزة أخرج، ولا أنزل من البيت خالص قولوا لي أعمل إيه؟ Angle.eyes الصديقة العزيزة.. لقد تحيرت كثيرا في مشكلتك، واستوقفتني كثيرا تلك العلاقة التي امتدت لخمس سنوات من الحب والمشاعر الجميلة التي هي وحدها كفيلة بأن يتحمل من أجلها أي إنسان أي صعاب تواجهه. ولكن دعيني لا أتحامل على فتاك من البداية، وأعتذر مقدما عما سأقوله؛ فما أستغربه هو موقف أهلك من مسألة المؤهل الدراسي، وهذا يؤكّد لي أننا لا نزال "بلد بتاعة شهادات"؛ ولكن أهلك أغفلوا شيئا مهما، وهو أنك قد أحببت هذا الشاب ووافقتِ عليه، وهذا هو الأمر الذي كان يجب أن يوضع في الاعتبار؛ لأنك لو شعرتِ بهذا الاختلاف أو أن مستواه الدراسي بصورة ما سيؤثر على علاقتكما معا فيما بعد؛ لكنت رفضته من البداية. أما عن رفضهما لعدم وجود مسكن؛ فأنا لا ألومهما على تلك النقطة؛ فمن حق والديك أن يطمئنا عليكِ وعلى مستقبلك، وكان عليه ألا يغضب من هذه النقطة؛ فهذا حقك من البداية في أن يوفر لكِ مسكنا لتعيشي فيه. أما عن معاودة والدته الاتصال بأهلك مرة أخرى؛ فهذا أمر خاطئ مائة بالمائة، وهو ما جعل الأمور تتفاقم لهذا الحد؛ أولا: لأنه تم دون علمك، وثانيا: أن الأمر لم يتغير؛ فهو لم يأتِ بمسكن لكِ؛ حتى تعاود والدته الاتصال بناء على ذلك؛ فما الذي جعلها تظن أن هذا الإلحاح سيأتي بنتيجة؟!! وما حدث كان هو المتوقع وهو الرفض للمرة الثانية. ولنأتِ هنا لما فعله ذلك الشاب؛ فما حدث لم يكن غصبا عنه، أو لم يكن الجانب المظلوم في هذه العلاقة، فهو لم يتصرف إلا بطريقة طفولية، وأنا أشفق على تلك الفتاة التي تمت خطبتها عليه؛ لأنها ستتعامل مع طفل لم يستطع أن يتحكم في مشاعره، ولكي يحافظ على كرامته بصورة هزيلة قام بخطبة أخرى، وكانت هذه الأخرى سترضى أن تعيش معه دون أن تتواجد الإمكانيات المناسبة للزواج.. وكيف له أن يخطب بهذه السرعة؟ هل هي مشاعر الحب التي بينكما التي جعلته يفعل ذلك؟ أنا لا أظن أنه يستحق تلك السنوات الخمس فهو لم يحفظها بداخله، وتصرف من خلالها، وهو الآن قد اختار فتاة أخرى لا ذنب لها، وأستغرب كيف له أن ينتقل من فتاة لأخرى، وكأنه اعتاد أمر الارتباط ولم يعطِ نفسه وقتا للتفكير؟!! ولم يفكر إلا بنفسه، ولم يهتم لأمرك وكيف ستكون حالتك؛ فهو أناني لم يفكر إلا بحاله، وما الذي يريده هو وليس أنتِ. صديقتي الحب مشاعر متبادلة يضحي فيها كل طرف من أجل الآخر، يتحمل كل منهما المصاعب التي تواجههم في العلاقة؛ فمن يحب يجب أن يضحي من أجل العلاقة، ولا يترك من يحبه من أجل كرامته التي لم أرَ أنها تم إهانتها كما يجب؛ بل أعتقد أنه يستحق أكثر من ذلك فهو لم يراعِ مشاعرك أو كيف ستعيشين دونه، ويتحجج بتلك الفتاة على أنه سيظلمها، دون أن يراعي أنه قد ظلمك وظلم نفسه بما فعله. أعلم أن ما سأطلبه قاسٍ عليك؛ ولكن أؤكّد لكِ أنه من الصواب أن تبتعدي عنه؛ فهو لم يعد لكِ، ولو كنتِ ستتعبين الآن، سترتاحين فيما بعد حينما تنجحين في حياتك ويرزقك الله تعالى بمن يستحقك.. ولا تندمي على ما حدث؛ فقد أعطيتِ مشاعر طيبة لمن لا يستحقها، ربما كان يستحقها في البداية، ولكن ما فعله يؤكّد لكِ أنه لا يستأهل كل هذا الحزن الذي ملأ قلبك.. ولننظر للصورة الحالية التي تقول إنك حزينة ويعتصر قلبك الألم، وترفضين المضي في حياتك؛ بينما هو على علاقة بأخرى يتبادل أحلى الكلام والمشاعر، ربما هو ليس سعيدا لكنه يمضي حياته. لم أقل إن الأمر سيكون سهلا في البداية، من حقك أن تتألمي، ولكن لا تدعي الألم يعميكِ عن أن بالحياة ما هو أفضل ويكفيكِ؛ لأنه لا يزال لديك مستقبل ناصع، والذي أريدك أن تتقدمي من أجله لتكونِ فرصتك في الحياة أحسن وأفضل، ولا تجعلي أحدا يدوسك في يوم من الأيام؛ فأنت تستحقين الأفضل.. فقط تذكري دائما أن الله يحمل لكِ الأفضل، فهو رحيم بعباده ولا يرضى بالظلم. وتابعيني بأخبارك، ووفقك الله تعالى للخير والحياة الناجحة.