هل شاهدتم النجمة المكسيكية سلمى حايك في مهرجان القاهرة الدولي بدورته الثالثة والثلاثين؟ تلك النجمة التي اشتهرت بين ربوع العالم بأنوثتها الطاغية، وسحرها الذي لا يقاوَم، بخلاف كومة من الألفاظ المحببة لنفوس الشباب سواء "الصاروخ" أو "القنبلة" وغيرها من مفردات الحرب الأنثوية بين نجمات العالم وجمهوره "الغلبان" الذي يلهث معظمه دائماً خلف الإثارة!
هي نفسها تلك النجمة التي باغتتنا وباغتت العالم كله بملابسها "الحشمة"، ونظراتها "المحتشمة"، ومكياجها البسيط، فبدت -يا سبحان الله- أكثر أناقة وجمالاً، بشكل زاد من جاذبيتها لفلاشات الكاميرات، وأضواء الشهرة والنجومية!
إذن، فنظرية "الطبيعي يكسب"، و"خليك على طبيعتك" أثبتت فاعليتها، ولم يتضح أنها أكذوبة مثل باقي الجمل الإعلانية التي تكذب علينا وتخدعنا بها وسائل الإعلام ليلاً ونهاراً، حتى وإن كان ينقصها أن تكتمل بنظرية "أحلى من الشرف مافيش يا آه يا آه"، فلماذا لا تنتبه نجماتنا "الكبار" -سنا- إلى هذا الدرس ويستفدْن منه في المهرجانات القادمة؟
على حدٍ سواء، أياً كانت نظرتك عابرة، أو فاحصة على ملامح نجماتنا "الكبار"، ستلاحظ كمية المكياج ال"over" -التي تُقاس بالكيلو- وقد تلطخت بها وجوههن، وليت الأمر اقتصر على "الكمية" فقط، ولم يمتد إلى عدم تناسق ألوانها مثلما ستلاحظ حتماً، بخلاف تلك الفساتين العارية التي تكشف "ما قل ودل" وضل ودلدل أيضاً لو لزم الأمر، رغم كون المكشوف هو فقط ال"ديفوهات" أو "العيوب" التي تنجح فلترات كاميرات السينما والدراما في إخفائها جيداً، بينما تظهرها كاميرات البرامج، والكاميرات الفوتوغرافية دون أي مجاملات، أو "اشتغالة" للجمهور، لكن الأمر الأكثر اهتماماً من كل ذلك حقاً، أن معظم من انطبق عليهن ذلك من نجماتنا -وأكرر لفظ "الكبار"- قد تجاوزن سن اليأس، وقفزن فوق حاجز الخمسين، قبل أن يخطين فوق السجادة الحمراء!
والآن هل سيصدقني أحد إذا ما أخبرته أن عددا لا بأس به من صحفيي الفن، قد سمعوا في كواليس المهرجان بعض النجمات "المحليات" -في الشهرة والانتشار- وهن يسخرن من الأزياء "المحتشمة" التي ظهرت بها سلمى حايك باعتبارها مجرد ملابس "بلدي"، وتساءلن عن "الفلّاح" الذي صممها؟!
هل هذا شعور طبيعي أمام "صاروخ" فتاك وفتان أيقظ ضمائرهن "الغافلة" حين قرر الاحتشام، والتلقائية، مراعاة لشعور ذلك البلد "الشرقي" صاحب العادات والتقاليد "المحافظة"، والشريعة "الإسلامية" التي تدين بها "مصر" في دستورها؟
أم إنه شعور بالنقص؛ لأن سلمى ارتدت تلك الملابس "الحشمة"، ولم تضع أطناناً من مساحيق التجميل، بينما تضع كل واحدة منهن "اللي ربنا قدّرها عليه"، وترتدي فستاناً "هدية" من أشهر مصممي الأزياء في مصر، بعد أن أهدين هؤلاء النجمات تلك الفساتين بغرض الدعاية والشهرة، فإذا بهن قد أصبحن مجرد عرائس دعائية، و"موديلز" يعملن لشهرة الآخرين؟
أم هي الغيرة من جسد لا يُبدي أي ديفوهات، بينما لا يظهر عُريهن المكشوف سوى العيوب التي كان الاحتشام سيداريها، سواء تلك الترهلات، أو الانتفاخات، أو الزرقان، أو "الغمقان"..... وغيرها من التفاصيل المقززة والمثيرة للاشمئزاز؟!
الآن صار على نجماتنا اللاتي يكشفن، ويعرّين، ويفضحن أكثر من اللازم، أسوة بنجمات "بلاد بره" ومشاهير "هوليود"، أن يتعلمن الدرس الجديد أيضاً على أيدي نجمات "هوليود"، وإذا كان الاحتشام لا يحمل أي أهداف دينية، أو مظاهر الخوف من الله -الذي تستعد معظمهن لملاقاته- أو مراعاة لشعور الجمهور "الغلبان"، وفارق السن وعداد الزمن، فعلى الأقل يمكنهن أن يتعلمن ذلك ويفعلنه في المهرجانات القادمة على سبيل تقليد نجمات "الغرب"، "وآهي فرصة نكون طلعنا من عقدة الخواجة بمصلحة"!.