تمكن علماء أمريكيون من تحفيز دماغ شاب لاستعادة ذكريات من الماضي كانت في طي النسيان، وذلك عن طريق زرع أقطاب كهربائية في دماغه تعمل على تنشيط الأجزاء المسؤولة عن الذاكرة فيه. واستطاع الشاب البالغ من العمر 22 عاماً أن يعيش بشكل افتراضي أحداث قديمة بصحبة عائلته، وفي محطة القطار في بلدته التي نشأ وترعرع فيها دون أن يتحرك من الغرفة التي كان يجلس فيها موصولاً إلى الأجهزة التي تضخ نبضات كهربائية إلى دماغه. ويأمل الباحثون في معهد فانشتاني بنيويورك أن تساعدهم هذه التقنية الجدية على فهم المنطاق المسؤولة عن استعادة الذاكرة في المخ والآليات المستخدمة في هذه العملية المعقدة بحسب ما ذكرة صحيفة دايلي ميل البريطانية. وحاول الباحثون إعادة الذكريات للشاب عندما تم توصيل أقطاب كهربائية إلى دماغه في محاولة لتحديد أسباب الصرع الذي يعاني منه، وذلك بعد حفر ثقوب صغيرة في الجمجمة أدخلت من خلالها أقطاب بطول 5 سم إلى المخ. هلوسات بصرية وبعد إجراء فحص بالرنين المغناطيسي لدماغ الشاب في الوقت الذي كان ينظر فيه إلى صور ومشاهد متنوعة، لاحظ الباحثون أن منطقة محددة من الدماغ بالقرب من "الهيبوكامبوس" تم تنشيطها في الدماغ عند النظر إلى الصور. وتسببت الأقطاب المزروعة في الدماغ ببعض الهلوسات البصرية عند المريض استعاد من خلالها ذكريات قديمة، ولدى تحفيز مناطق أخرى من الدماغ بدأ المريض يشاهد وجوه مشوهة. وعبر الباحثون عن أملهم بأن تساعد هذه النتائج على علاج العديد من الحالات المرضية المرتبطة بفقدان الذاكرة جزئياً أو كلياً مثل التوحد والزهايمر وغيرها، عن طريق تحديد المناطق المسؤولة عن استعادة الذاكرة في الدماغ وتنشيطها كهربائياً أو بواسطة بعض العقاقير الطبية.