أقامت مكتبة ديوان بجامعة القاهرة مؤخراً حفل توقيع لرواية "سفينة نوح" أحدث أعمال الكاتب خالد الخميسي، والتي أصدرت "دار الشروق" طبعتها الثالثة مؤخراً. كان أغلب الحضور من طلبة كلية الإعلام الذين تجمّعوا حول الخميسي وتحوّل حفل التوقيع إلى ندوة، طرحوا خلالها عدة أسئلة حول الأدب بشكل عام، وما هي أهم الروايات العالمية التي ينصحهم بقراءتها، فأشار إلى رواية "مائة عام من العزلة" للكاتب الكولومبي الكبير "جابرييل جارثيا ماركيز"، و"العجوز والبحر" ل"إرنست همنجواي"، كما نصحهم بقراءة أعمال القاص المصري الكبير "يوسف إدريس".
ورداً على ما إذا كان كتابه "تاكسي حواديت المشاوير" يعد أحد أنواع الأدب الساخر، قال إن الكتاب لا علاقة له بهذا النوع، وأنه لم يرَ أدباً ساخراً في مصر إلا من خلال كتابات الكاتب الكبير أحمد بهجت، مشيراً إلى أن الأدب الساخر يعد أعمق من مجرد كتابات مضحكة، وهو ما نجح في تقديمه أحمد بهجت. ونصح الخميسي الطلاب بأن عليهم التوقف أمام المصطلحات التي يسمعونها، وأن يُفكروا فيها ويُحاولوا تحليلها؛ لكي لا تكون مجرد تابوهات خالية من معانٍ حقيقية.
وأكد أن فعل القراءة هو فعل إيجابي بالدرجة الأولى، بمعنى أن القارئ يجب عليه ألا يكون متلقياً فقط، بل عليه أن يُشارك في الأحداث، ولذلك نجد أن الأعمال المهمة هي التي يستطيع فهمها والاستمتاع بها أكبر قدر من القراء على اختلاف مستويات وعيهم.
رواية سفينة نوح، تحكي عن 12 شخصية مصرية من فئات وأعمار مختلفة، يتناول من خلالهم الكاتب فكرة الهجرة إلى الخارج أياً كانت الطريقة التي يتخذونها، في محاولة منه للتعرّض إلى المشكلات التي تدفع المواطن لفكرة الهرب من بلده، والتي يرى أن أسبابها تتمثل في سوء التعليم وتدهور الحالة المادية والصحية وغيرها من المشكلات التي تّواجه المواطن المصري. وعن اللغة العامية التي يستخدمها في أعماله، قال إنه يُحاول توظيف اللغة طبقاً لمواصفات الشخصية، ولذلك تجد أنك عندما تتحدّث إلى سائق تاكسي، فمن الطبيعي أنك سوف تتحدّث بالعامية، أما في سفينة نوح فأوضح أن النص نفسه مكتوب بالفصحى، أما المحادثات على لسان بعض الأشخاص فبالعامية.
يُذكر أن كتاب "تاكسي حواديت المشاوير" ترجم مؤخراً إلى اللغة الفرنسية، ودخل القائمة القصيرة لجائزة جريدة "لو كورييه إنترناسيونال" الفرنسية، والتي اختتمت دورتها الثانية مؤخراً، وأوضح الكاتب أن مجرد الوصول للقائمة القصيرة لهذه الجائزة في حد ذاته يُعد نجاحاً؛ لأن الاختيار يتم بين حوالي ستمائة كتاب مترجم إلى الفرنسية من جميع أنحاء العالم، مما يجعل الجائزة عالمية، وقال ل"الشروق" إن الجائزة رغم حداثتها حققت في دورتيها صدى طيباً في فرنسا. وقال إن دار النشر الفرنسية "ألكتسودر" والمسئولة عن ترجمة كتاب "تاكسي" أكد صاحبها للخميسي أن كتابه تخطّى في الأسابيع الثلاثة الأولى لترجمته العشرة آلاف نسخة، وبذلك يكون متصدراً لقائمة الكتب الأفضل مبيعاً على مستوى فرنسا.
والكتاب الصادر عن "دار الشروق"، كان قد وصل عدد طبعاته في مصر إلى ست عشرة طبعة، وتحتويه دائماً قوائم الأفضل مبيعاً، وهو كتاب نجح الخميسي من خلاله، في رصد حال الشعب المصري، ووجهات نظره في الحكومات العربية، والمشكلات المحيطة به، بواسطة الدردشة مع سائقي التاكسي، التي نرى فيها قدراً كبيراً من الكوميديا السوداء.