قمة ثلاثية "فاشلة" وعباس "يبيع" فلسطين

كانت القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس الفلسطيني برئيس الوزراء الإسرائيلي برعاية الرئيس الأمريكي في الولايات المتحدة محور اهتمام العالم، وبينما كان الجميع يتطلع إلى نتائج إيجابية وإلى حالة من التفاؤل على طريق الجلوس على مائدة مفاوضات تنهي الصراع العربي الإسرائيلي إذا بالصحف الإيرانية تكيل الاتهامات للرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه باع القضية الفلسطينية..

فصحيفة (رسالت) رأت أن لقاءات عباس المستمرة مع قيادات الكيان الصهيوني تسارع في بيع حقوق الشعب الفلسطيني من أجل الحصول على فتات سلطة لا وطن ولا شعب ولا قدرة فيها.
وأشارت إلى أن الحكومة الصهيونية نجحت في جر عباس إلى طاولة المفاوضات رغم تعنت نتنياهو واستمراره في بناء المستوطنات ومضيه قدما في مشروع تهويد القدس وحفر الأنفاق تحت بيت المقدس.
واتهمت الصحيفة عباس بأنه لا يترك فرصة صغيرة للتودد والتصافح مع قادة الكيان الصهيوني، في الوقت الذي يرفض فيه اللقاء مع أشقائه الفلسطينيين في قطاع غزة، وأشارت إلى أنه -أي عباس- يكسب شرعيته من الأمريكيين والصهاينة وليس من الشعب الفلسطيني.
وخلصت الصحيفة إلى أن هذا اللقاء الثلاثي ليس إلا مزيداً من الضغوط على الشعب الفلسطيني وبخاصة المقاومة الفلسطينية.

يوم القدس العالمي وتظاهرات مليونية
وعلى صلة بفلسطين احتفلت إيران في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان بيوم القدس العالمي، وشهد هذا اليوم في إيران تظاهرات مليونية كانت محور حديث الصحف الإيرانية.
صحيفة كيهان قالت إن هذه التظاهرات تدل على أن المقاومة هي الحل الأمثل للقضية الفلسطينية وأن التسوية والاستسلام الذي تنتهجهما الأنظمة العربية الرسمية لن يفيدا القضية.
وذكرت الصحيفة تصريحات الرئيس أحمدي نجاد التي جدد فيها إنكاره للهولوكوست قائلاً إن الصهاينة من خلال هذه الخطة أظهروا حاجتهم إلى وطن ودولة مستقلة وبذلوا قصارى جهدهم في هذا المجال وخدعوا العديد من السياسيين والمفكرين في العالم الغربي، وأضاف أنه في حالة القبول بادّعاء الصهاينة بإقامتهم في فلسطين فيجب القبول بإقامة الهنود الحمر في أمريكا وملكيتها لهم.
من جانبها أكدت صحيفة جام جم الكلام نفسه مشيرة إلى أن يوم القدس يشكل انطلاقة كبرى لإنقاذ فلسطين والإنسانية من سلطة المستكبرين والجبابرة في العالم.
وقالت إن المساعي الإقليمية والدولية المشبوهة الرامية لفرض المشاريع أحادية الجانب التساومية للقضية الفلسطينية والاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب ستؤول إلى الفشل الذريع.
ورأت الصحيفة أن خروج الملايين في مظاهرات لنصرة القدس أخرج القضية الفلسطينية من إطارها القومي وأضفى عليها بعداً إسلامياً وعالمياً.

أما صحيفة إيران فاعتبرت أن هذه التظاهرات تدل على نهضة الأمة وانتفاضتها ضد الكيان الصهيوني وحماته الغربيين. وقالت إن هذا اليوم هو يوم المقاومة وإحياء وتذكير الأمة بمسئولياتها التاريخية والدينية إزاء القضية الفلسطينية.
الذكرى التاسعة والعشرون على حرب الخليج الأولى
ومن إحياء يوم القدس إلى إحياء ذكرى حرب الخليج الأولى قبل 29 عاماً والتي تصادف الثالث والعشرين من سبتمبر..
صحيفة الوفاق أشارت إلى أن هذا اليوم محطة خالدة في تاريخ الشعب الإيراني الذي دافع عن مصير واستقلال بلاده. وأضافت أن غزو صدام حسين لإيران لم يكن وليد فكره هو وإنما كان بإيعاز من القوتين الكبريين آنذاك ثأراً من الثورة الإسلامية التي قلبت الموازين وأعادت للمسلمين قوتهم وهيبتهم -على حد قول الصحيفة.
وقالت إن صدام والدول الكبرى تصوروا أنهم سيقضون بعدوانهم على الثورة الإسلامية، لكن خاب أملهم وواجهوا شر هزيمة من أبناء الشعب الإيراني الذين أبلوا بلاء حسناً خلال السنوات الثمانية من الحرب حتى لقنوا العدو البعثي درساً سيبقى التاريخ ينقله جيلاً بعد جيل.

أما صحيفة جام جم فقد أشارت إلى الشرارة الأولى للحرب وقالت إن الثورة الإسلامية كانت في مهد ولادتها ولم تبلغ في ذلك الوقت سوى عشرين شهرا حتى فوجئت بالطائرات العراقية تشن عليها غارات جوية وتدمر البيوت والمصانع في القرى والمدن.
وأشارت إلى أن نظام صدام كان ينوي إسقاط المدن الإيرانية واحدة تلو الأخرى حتى يصل للعاصمة، لكن -والكلام للصحيفة- تسلح الشعب بنور الإيمان والإرادة الصلبة وقيادة روح الله الموسوي الخميني ودفاع الشعب الإيراني من أجل إيران استطاع أن ينتصر على النظام الصدامي البائد وأعوانه الغربيين والشرقيين من الدول العربية التي كانت تموله بالملايين للقضاء على النظام الإسلامي.
وقالت الصحيفة إن هذه الحرب لم تنته بعد وإن النظام الإيراني يواجه اليوم نوعاً آخر من الحرب وهي الحرب الناعمة التي يستخدم فيها الأعداء المؤامرات والفتن السياسية لتعميق الخلاف وإلقاء الشبهات وجر الشباب إلى الشوارع والعبث بأمن واستقرار البلاد.
وطالبت الصحيفة طوائف الشعب الإيراني بالحيطة والحذر والدقة المتناهية؛ لأن الحرب الناعمة أكثر تعقيداً من الحرب الصلبة.