السلام عليكم.. أنا فتاة عندي 21 عاماً، وطول عمري لم أدخل في أي قصة حب؛ لأني لم أقتنع بوجود الحب في يوم من الأيام، وكل اللي شفته حولي كان خداع؛ وده اللي خلّاني أبعد نفسي عن أي قصة. ومن سنتين اتعرّفت على شاب في ظروف معينة، أكبر مني ب8 سنين، ولمدة سنة تقريباً كنا أصدقاء مقربين جداً، وهو حالياً مسافر خارج مصر.. وجه يوم اعترف لي إنه معجب بيّ، وإنه بيحبني.. في البداية أخدت وقت طويل أفكّر، وبعدها قلت له إني مترددة لأني لا أقتنع بالحب؛ بسبب حالات الخداع الكتير اللي سمعت عنها، وبعدها أقنعني إن الناس مش زي بعض، وزي ما فيه الوحش فيه الكويس.
أنا كنت متلخبطة؛ لأني من ناحية خايفة أصدّه فأخسره للأبد؛ خاصة إني اتعودت على وجوده في حياتي، ومن ناحية مش عارفة إن كنت بحبه فعلاً ولا لأ.
المهم قلت له إني كمان بحبه.. وعدّى علينا كام شهر، وبدأنا ندخل في اختلافات كتير وخناقات، وبعدين نرجع نتصالح؛ لكن من حوالي4 شهور بدأت أحس إنه اتغير معايا، ومابقاش بيكلّمني زي الأول، ولما سألته اتحجج بالشغل، ولما اتقدم لي عريس وقلت له حسيت من ردّ فعله إني مش فارقة معاه، ولما صارحته بكده أكّد لي إنه بيحبني وإنه مايقدرش يعيش من غيري.. إلخ، وإنه منتظر ينزل مصر ويفاتح أهله ويتقدم لي.
رفضت العريس لأنه ماكانش مناسب، ورجعنا نتكلم تاني؛ لكن برضه مش زي الأول.. وجت فترة حصلت مشكلة بينّا، وماتكلمناش فترة طويلة؛ لحد ما أنا سألت عليه، ومن اليوم ده وأنا تايهة بجد، ونفسيتي تعبانة، وحاسة إني هادخل في حالة اكتئاب، وده لإني حاسة إني بسؤالي عنه اتنازلت عن كرامتي؛ يبقى هو اللي غلطان في حقي والمفروض إنه هو اللي يصالحني وأنا اللي أسأل عليه؟! وحاسة إن شكلي قدامه بقى وحش جداً.
والحال زي ما هو.. والمشكلة إني زعلانة من نفسي جداً ونفسي ألاقي حل، علشان أطلّع نفسي من الحالة دي لأني بدأت أحسّ إنه مش بيحبني، وإني وقعت في قصة حب وهمية، ونفسي أستردّ نفسي وكرامتي اللي أنا حاسة إني ضيّعتها بإيدي.. ساعدوني أعمل إيه: أسيبه، ولا أصبر عليه؟
ms.history
صديقتي العزيزة.. كثيراً ما يجعلنا الخوف من شيء معين قلقين ومتوترين، لا نعرف كيف نتصرف أو نتعامل حيال هذا الأمر، وقد يجعلنا في كثير من الأحيان نخطئ.. وهذا -على ما أعتقد- هو الفخ الذي وقعتِ فيه؛ بسبب شدة خوفك من الحب والارتباط.
فأنتِ كنتِ تعانين رهاب الارتباط، وعندما ظهر في حياتك الشخص الذي تمتّع بصبر ونفَس طويل وتصميم على أن يوقعك في حبه، تعلقتِ به؛ على الرغم من خوفك، وأحببتِه، ومن الواضح أنك من كثرة خوفك أحببتِه بشدة، وكنتِ متحفّظة جداً في حبك له؛ بسبب توترك وقلقك من أن يكون مصيرك في حبك نفس مصير الآخرين الذين كنتِ تسمعين قصصهم وتتأثرين بها كثيراً، ومن الجائز جداً أنك لهذا السبب أخطأتِ كثيراً في علاقتك معه؛ كأن تكوني تصرّفتِ معه بغيرة شديدة، ورغبة في تملّكه ومنعه من التعامل، أو الارتباط بأي أحد آخر غيرك، وهذا ما أعتقد أنه أصابه بالملل، أو الفتور تجاهك.
كل هذا مجرد توقعات مني للسيناريو الذي حدث في علاقتكما؛ فأثّر عليها، وسبّب لك هذا التخبط الذي تحدّثت عنه.
وهذا يحتاج منكِ لنظرة وتفكير جيد عميق لاكتشاف الأسباب التي أدّت بعلاقتكما إلى هذه النتيجة، ومحاولة إصلاحها.. كما أريدك أن تتحدثي معه مباشرة في كل ما يُقلقك، واطلبي منه أن يتكلم معك بصراحة؛ حتى تعرفا سبب المشكلة، وما هي الخطوات اللازمة لإصلاحها قبل فوات الأوان.. وأعتقد أن هذه الوقفة مع نفسك وحديثك معه سيكون أول الطريق لعلاج هذه المشكلة.
وإذا ما تأكّدتِ -بعد هذا الحوار المباشر معه- أنه فعلاً لم يحبك أو لم يعد يحبك؛ فأنهي هذه العلاقة فوراً دون أي شعور بالندم، واعرفي أن أي تجربة يمرّ بها الإنسان هي إضافة جديدة لرصيد خبراته وتجاربه؛ حتى يتعلم منها كيف يتعامل مع الآخرين، وكيف يتجنب هذه الأخطاء في التجارب المقبلة.. وليس معنى فشل علاقة ما في حياتنا، أن كل علاقاتنا بعدها ستكون فاشلة، أو أن الدنيا "مافيهاش أمان" كما يقولون.
أما إذا أكّد لك حبك وأصر على ذلك؛ فأخبريه بأنك لن تستطيعي أن تكملي معه بعد ذلك إلا إذا أثبت لكِ حبه وتقدم لأهلك لطلب يدك، حتى تكون علاقتكما في النور، لأن العلاقات التي تكون في الظلام وبعيدة عن عيون الناس -حتى لو كانت علاقات بريئة- دائماً ما تتخللها المشاكل.
وفي النهاية أتمنى لكِ مستقبلاً مستقراً، وأدعو الله أن يرزقك الخير ويجنّبك كل شرّ.